دعوى طلاق غريبة، داخل  محكمة أسرة دمياط، وقفت المهندسة الشابة، نهى.و، وبيدها صغيرها، فهي شابة أنيقة من عائلة مرموقة وبجانبها والدتها ومحاميها، تنتظر دورها في رول القضايا الذي يمتلئ عن آخره بقضايا الأسرة، تنظر في الساعة كل لحظة، عيناها تدوران في المكان وهي ترتدي نظارتها السوداء وكأنها تصور مشهدًا تليفزيونيًّا، لكنها في الحقيقة كانت تترقب بكل قلق وقت دخولها قاعة المحكمة، مرت اللحظات وكأنها سنين على المهندسة الشابة ليقطع ذلك الصمت صوت حاجب المحكمة وهو ينادي على الزوجة وعلى رقم القضية.

بخطى ثابتة تدخل المهندسة الشابة وتقف أمام منصة القضاء قائلة بنبرة حزينة: لا أستطيع الحياة مع زوجي؛ لأنه يعاملني بقسوة، غير عادل في معاملته معي ومع ابنه، على الرغم من عمله في وظيفة جيدة ومثقف لكنه يتناسى كل شيء في معاملته معي ويعاملني بقسوة.

ونوهت نهى قائلة: أنا من أسرة ميسورة الحال والداي يعملان في أحد البنوك".

وأشارت إلى أنها تعرفت على زوجها فى أحد النوادي عن طريق الأصدقاء.

وقالت: "كان وقتها خريجًا حديثًا ويعمل في إحدى الشركات ومتقدم في وظيفته الهامة وطلب من أصدقائنا في هذا الوقت الارتباط بي، فهو كان شاب مؤدب كما رأيته في تلك المقابلة يصلي، شعرت بأنه شاب ملتزم، أبديت لهم موافقتي وأخبرتهم بأن يذهب لمقابلة والدي، كان والدي ووالدتي الشيء الوحيد الذي يفكران فيه فقط هي سعادتي لم يفكرا في أموال أو شكل اجتماعي؛ حيث كان يرى كل منهما أن أهم شيء في موضوع زواجي هو الأخلاق".

واستكملت: تزوجنا في أقل من ٦ شهور في شقة والدته بمصر الجديدة والتي كانت تعيش في شقة أخرى بمعنى أنه هو المالك الوحيد لتلك الشقة؛ لأن والدته لن تطرده منها في يوم من اﻷيام، فهو ابنها الوحيد، وافقنا ولم نكن نظن به السوء أبدًا، تم الزواج ولم يطالبه أبي بكتابة قائمة منقولات أو شيء من هذا القبيل، وتم الزواج في شقة والدته وكانت بالنسبة لي ولأسرتي شقة الزوجية.

وأوضحت نهى: في بداية زواجنا قبل في الوظيفة الهامة، وكان زواجي منه بشرة خير، ساعدته انا ووالدى فيها ووقفنا بجواره، لكننا فوجئنا به يتعالى علينا فور عمله، فوجئت به يتعامل معي بتعالي شديد يتشاجر معي على أتفه الأسباب، كنت أقول لنفسي إن كل البيوت فيها مشاكل، حملت في ابني وفي تلك الفترة كنت أظن أن زوجي سوف يتغير عندما يرى صغيرنا، لكن الأمور بدأت تزداد تعقيدًا بيننا؛ لأننى اكتشفت أنه لديه علاقات نسائية متعددة، واكتشفت ذلك مصادفة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، وعندما واجهته فوجئت به يرد علي ببرود شديد بأنها حياته وأنه حر يفعل بها كما يشاء.

وأضافت نهى: ظننت أنه سيتغير، حاولت معه كثيرًا، لكن المشاكل عادت مرة أخرى عندما اكتشفت أنه على علاقة بفتاة من دولة عربية عن طريق الفيسبوك، ولم يكتف زوجي بذلك بل كان يقوم بمعاكسة الفتيات أمامي ويبدي إعجابه بهن، لم يحترم شعوري، فضلًا عن تدخلات أسرته المستمرة في حياتنا بشكل مخالف فيه.

ونوهت: وفي إحدى المرات أثناء عودتنا من الخارج أخذ يتغزل في إحدى الفتيات التي رآها، وأثناء معاتبتي له على ذلك قام بسبي بأفظع الألفاظ في الشارع وكان ذلك أمام بواب العمارة التي نسكن بها، أخذت ابني وصعدت بسرعة إلى الشقة تجنبا للفضائح، لكنه استمر في سبه حتى صعدنا إلى الشقة واستمر في إهانته لي وقام بطردي أنا وابنه من الشقة، لملمت ملابسي وملابس ابنى وقررت الذهاب إلى منزل أهلي وطلبت منه أن يطلقني لكنه رفض طلبي، ظننت أنه سيقوم بمصالحتي لكنه لم يسأل عني وعن ابنه، وفي أحد الأيام مرض ابني بشدة، اتصلت به وأرسلت له أكثر من رسالة لكنه لم يرد علي.

وتابعت، حاولت الوصول إليه لكننى لم أنجح في ذلك، اتصلت بأسرته طالبة منهم أن يساعدوني في الوصول إليه في ذلك اليوم، لكنهم أخبروني بأنهم لا يعرفون مكانه، وبعد أيام اكتشفت بالصدفة وعن طريق الفيسبوك أن زوجي كان في نزهة في مرسى علم، وفوجئت به ينشر صورًا له هناك.

هنا قررت الطلاق فالحياة أصبحت بيننا مستحيلة، وكانت صدمتي الكبرى بعد عام من إقامتي لدى أسرتي عندما ذهبت للشقة لأخذ متعلقاتي من هناك، فوجئت بوالدته في شقة الزوجية وتخبرني أنها عادت لشقتها مرة أخرى، وأنه ليس لي أي حق في تلك الشقة، وقامت بطردي هى وابنها.

قمت برفع دعوى طلاق للضرر ودعوى أخرى تمكين من مسكن الزوجية واكتشفت في تلك الفترة المصيبة والخيانة التي لم يتوقعها أحد بأن زوجي قام بتمكين والدته من شقة الزوجية، وقامت والدته أثناء زواجنا برفع دعوى طرد على ابنها وطبعًا لم يقم زوجي بأي شيء تجاه تلك الدعوى، وأخذت والدته حكمًا بالطرد وقام زوجي بتسليمها الشقة ف] محضر رسمي تنفيذًا لحكم المحكمة.

وأضافت: "المصيبة أن كل هذا حدث أثناء زواجنا بكل سرية وأثناء إقامتي معه، أي إنه كان يعد لليوم الذي سيطردني فيه".

انفصلت عنه منذ عام ونصف خلال تلك الفترة لم ينفق على ابنه، ولم يطلب حتى رؤيته، المحكمة قررت تأجيل دعوى الطلاق لشهر مايو وقضت بنفقة شهرية للطفل قدرها ألف جنيه.

سمية من خلف الأسوار: زوجي ورطني في قضية قتل زوجة صديق عمره