الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

وفاء بكري تكتب: «شرع الله» ممنوع على المطلقات والأرامل

الجمعة 20/أغسطس/2021 - 08:43 م
هير نيوز

عاصفة من الانتقادات هبّت على صفحات التواصل الاجتماعى، مع نشر صور حفل زفاف الفنانة الجميلة نيللى كريم، وامتد الهجوم على مَن «كتب تعليقًا» لتهنئتها ودعواته لها بالسعادة، والسبب أن نيللى لديها 4 من الأبناء، الأكبر منهم فى عمر العشرينيات، فكان هناك مَن يدعوها إلى انتظار زواج أبنائها، وهناك مَن يرى أنه لا يحق لها الزواج فى هذه السن، بالرغم من أن عمرها 47 عامًا فقط، ومَن تعدى حدوده بكلام جارح وأنها جربت الزواج مرتين، وعليها أن تكتفى بهما، هذه النظرة ليست حكرًا على الفنانات أو المشاهير بشكل عام، ولكنه توجه ينتهجه الغالبية العظمى من شعبنا المصرى، فالمطلقة أو الأرملة لا حق لها فى «زواج ثانٍ»، فهى إما «فقرية» فقد مات زوجها وهى على قيد الحياة، وإما «صعبة المعاشرة» فسرّحها زوجها، تلك الأحكام القاسية والمستمرة منذ عشرات السنين لا نجد لها أساسًا فى أى دين سماوى، ولكنها العادات والتقاليد البالية، التى يجب أن تتم لها «فلترة» والإبقاء على ما يصلح منها ويتناسب مع الدين وتطورات المجتمعات فقط، تلك العادات التى تعطى للرجل الحق فى الزواج للمرة الثانية وقد تصل إلى الرابعة وأكثر، دون أن تعطى الحق نفسه للمرأة، التى عليها أن تعيش على «ذكرى زوجها»، أو رعاية وتربية أبنائها فقط، الذين قد ينشغلون بحياتهم ويتركون «أمهم المضحية» دون سؤال، أو يجتمعون لإدخالها «دار المسنين» لأنها باتت «عبئًا عليهم»، كم من مشكلة واجهتنا لمثل هذه الحالات من السيدات، وكم من سيدة تم حرمانها من حقها الطبيعى لأن «زواجها الثانى» عيب؟! جميعنا نعلم أن هناك شروطًا «دينية» للزواج الثانى للرجال، ومع ذلك يتم تجاهلها، ويقال «حقه يتجوز ده شرع ربنا»، ما اختلفناش، شرع ربنا أيضًا أنه يحق للسيدة الزواج من آخر.

الرسول نفسه، عليه الصلاة والسلام، كانت النسبة الكبرى من زيجاته ما بين مطلقات وأرامل، ولم يتزوج من «بكر» سوى السيدة عائشة، رضى الله عنها، فكيف إذن يحرم «المصريون» المعروفون بوصف «متدينين بطبعهم» شرع الله لزواج المطلقة أو الأرملة، هل يشعر مَن يمنعون شرع الله بكم الأذى النفسى الذى ينتاب مثل هؤلاء السيدات من نظرة المجتمع لهن؟! وهذا لا يمنع وجود مَن ترفض إعادة تجربة الزواج، سواء خوفًا من الفشل وزيادة وطأة «الأذى المجتمعى» لها، أو رغبة فى العيش على ذكرى الأيام الجميلة مع زوجها، أو مَن تخشى الزواج من رجل لا يصون أبناءها، جميعهن لديهن كل الحق، كما أن مَن أرادت «تجربة أخرى» لها كل الحق أيضًا دون لوم أو كلام جارح، ومليون مبروك وفرحة دائمة للجميلة نيللى كريم.

------

المصري اليوم

ads