السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

تعرفي على أقصر الطرق لبسط الرزق

الخميس 19/أغسطس/2021 - 05:21 م
هير نيوز

تحصيل الرزق هو الشغل الشاغل لكل الناس ومع ذلك فإن أغلبهم لا يعرفون الأسباب الشرعية التى تجلب الرزق وتسهل تحصيله، وهناك آيات وأحاديث نبوية في أسباب حصول الرزق والعوامل التي تساعدنا على زيادة الرزق:

وهناك فارق بين الكسب والرزق، فالكسب هو طلب الرزق أو هو العمل، فمن يعمل لدى إنسان أو مصلحة أو مؤسسة فإنه يكسب نتيجة عمله هذا أجرا مادياً.. فالأجر هنا هو الكسب الذي هو نتيجة للعمل.

الإنفاق

ونجد في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، البقرة: 267، وقوله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم}، أي من أجود ما كسبتم من مال.. لأن الإنفاق لا يكون إلا بالمال، فالمقصود بالكسب هنا ما جنيته من مال نتيجة عملك وتجارتك وما وهبه الله لك.

الرزق كل ما ينتفع به 

بينما الرزق هو كل ما ينتفع به من مال ومأكل ومشرب ومسكن، وهو مكفول ومضمون بضمان الله عز وجل له؛ {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}،هود: 6، {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}، الذاريات: 22.

الرزق لا ينفد

ولا ينفد رزق الله أبداً؛ {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ}، ص: 54، وفي الحديث قال عبد الله بن مسعود: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).

لا خوف من فوات الرزق

والآيات في الرزق كثيرة وتبين أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى ولم يجعل لأحد من المخلوقين إليه سبيلا فهو سبحانه وتعالى الرزاق، قال في كتابه الحكيم: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، هود: 6، فلا خوف من فوات الرزق وضياعه ولكننا مطالبين بالسعي و تحقيق التوكل على الله تعالى بأخذ الأسباب، ففي الحديث قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا).


يقول تعالى: {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}،الأنعام: 3، أي ويعلم ما تكسبون من خير وشر، وفي هذا قال الحق سبحانه: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، غافر: 17، وقال أيضًا: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}، المدثر: 38، نجد أن كلمة كسب إذا أطلقت في الآية كان المقصود بها كسب الخير أو الشر كما نفهم في الآيات السابقة، أما إذا أتت مقيدة فيقصد بها ما قيدت به مثل قوله تعالى: {بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، البقرة: 81، وقوله أيضاً: {وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}، النساء: 111.. فالكسب هنا يتحدث عن كسب السيئات والآثام.

كلمة "كسب"

ولكن وردت كلمة (كسب) بمعنى كسب المال في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، البقرة: 267، ففي هذه الآية نداء من الحق سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين وأمر لهم بالإنفاق من أطيب وأجود ما كسبوا من المال بشتى صوره.

كلمة "رزق"

أما كلمة ( رزق ) فقد ذكرت في وصف المؤمنين في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}، البقرة: 3، كما تجدها في وصف ما للمؤمنين عند ربهم في الجنة؛ {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، الأنفال: 4، وذكرت في آية تبين تفاوت الأرزاق بين العباد فهناك الغني وهناك الفقير وهذا لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى؛ إذ يقول عزّ وجلّ: {وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}، النحل: 71.

بسط الرزق

لذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً}، الإسراء: 30، أي يبسط الرزق ويوسعه على من يشاء من عباده ويضيقه أيضًا على من يشاء من عباده. فهو سبحانه عالماً بباطنهم وظواهرهم فيرزقهم على حسب مصالحهم.

وقد كفل الله الرزق في قوله عزّ من قائلٍٍ: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، هود: 6، فهو متاح للجميع ولكن يحتاج من الانسان أن يسعى في طلبه، كما قال تعالى؛ {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، الملك: 15، وتفسير هذا هو أن الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، فامشوا في نواحيها وجوانبها، وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء.

ومن الواضح أن في الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب، وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له وعلى قدرته والتذكير بنعمه والتحذير من الركون إلى الدنيا.

اقرأ أيضًا||


ads