الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إلهام محمود.. عالمة الطاقة التي هزمت تحديات الواقع بإنجازاتها

الإثنين 16/أغسطس/2021 - 10:00 م
الهام محمود
الهام محمود

لم تبدأ نجاحات الدكتورة إلهام محمود بفوزها بمنصب نائب رئيس المجلس العالمي للطاقة، ممثلة لإفريقيا، بالانتخاب، لتصبح أول مصرية تحقق هذا الإنجاز، فقد سبق ذلك تاريخ طويل مليء بالنجاحات، يحكى قصة جنوبية بسيطة اختارتها دول القارة السمراء بالإجماع كى تمثلها فى هذا المجال.


اعتبرت نفسها خريجة «مدرسة السد العالى»، محتفية بفترة عملها هناك التي امتدت إلى نحو ١٠ سنوات، مشيرة إلى الدور الكبير الذى لعبه والدها فى مسيرتها، حينما أصر على أن تتعلم ابنته وتحقق أحلامها، موجهة الشكر إلى زوجها الذى ساعدها فى كل شيء.


شرُفت بإعادة انتخابها للمنصب للمرة الثانية على التوالي، ممثلة لإفريقيا؛ فدائمًا ما قول: إن إعادة الانتخاب فى حد ذاتها أصعب بكثير من الانتخاب الأول، لأن المرشح حين يخوض التجربة لأول مرة يتعامل بمنطق «يا صابت يا خابت»، ولكن الانتخاب للمرة الثانية يحتاج إلى إنجاز فى العمل يمكن الارتكاز إليه لكسب ثقة الناخبين.


وقد شغلت المنصب لأول مرة فى الفترة الأولى من عام ٢٠١٦ وحتى ٢٠١٩، وفازت بالفترة الثانية التي تمتد إلى عام ٢٠٢٢، وهذا كافٍ جدًا بالنسبة لها، فهي ترى أنه لا بد من إتاحة الفرصة لإعداد كوادر قادرة على استكمال مسيرة التطوير والبناء.


عمِلَت فى السد العالى لمدة ١٠ سنوات، حيثُ بدأت حياتها العملية بالعمل الأكاديمى أولًا، إذ جرى تعيينها معيدة بالجامعة، وبعدها مساعد باحث بالمركز القومى للبحوث، ثم بعد ذلك بدأت العمل فى السد العالى، وكانت من أوائل النساء العاملات فى مشروع السد عام ١٩٨١.


كانت مهمتها تطوير «توربينات» السد، ودائمًا تصف العاملين فى السد العالى بخريجى «مدرسة السد»، لأن كل من أسهم فى العمل هناك، سواء بالبناء أو التشغيل، اكتسب خبرة كبيرة، لذلك تشرُف بأنّها ضمن الجيل الأول الذى شارك فى هذا الإنجاز.


تقول إنَّ السد العالى كان فرصة كبيرة لجميع الدارسين، فما تعلموه نظريًا فى الماضى يستطيعون تطبيقه عمليًا على أرض الواقع، فمنذ ذلك الحين أصبح المصريون يعملون فى مشروعات ضخمة ولديهم خبرة كبيرة فى هذا المجال، وقد رأت العمال والمهندسين يعملون بعزيمة كبيرة، وكانت لديهم إرادة عظيمة لإتمام هذا المشروع الضخم على الوجه الأمثل.


كانت السيدة الأولى التي تشغل منصب وكيل أول وزارة الكهرباء، حيثُ اجتازت الكثير من الاختبارات، فهناك شروط واجبة التوافر فى الشخص الذى يحصل على هذا المنصب، منها أن يتمتع بخبرة كافية فى مجالات الطاقة، وكانت هي  على قدر المسئولية واجتازت جميع الاختبارات.


وكما تقول إنَّ منصب وكيل أول وزارة الكهرباء ليس سهلًا، لأنه يتضمن الكثير من المسئوليات، على رأسها التنسيق مع جهات عدة، إضافة إلى أن الطاقة مجال حساس جدًا.


ثُمَّ شغلت منصب مفوض البنية التحتية والطاقة فى الاتحاد الإفريقى هى الإدارة التنفيذية للاتحاد الإفريقى، في 2019، رشحتها مصر بعد تصدّرها القائمة بـ٧٥٪ من الأصوات.


ورغم انَّها من أسرة صعيدية وكانت أكبر إخوتها سنًا، وأنَّ العادات والتقاليد كانت تضع عقبات أمام خروج الفتاة أو عملها، بكن أسرتها كانت متحضرة، وأتاحت لها فرصة السفر من بلد لآخر فى المبادرات البيئية، واعتبرت هذه الحرية مسئولية على عاتقها تستوجب تحقيق النجاح.


تقول إنَّ الإنسان لا يُمكنه فعل أى شىء دون دعم من المقربين، وأسرتها  كانت الدافع الأقوى لها فى بداية مشوارى، حيثُ ساعدها الأب وشجّعها على النجاح، ولم تنسى مجهود زوجها الذى لعب دورًا كبيرًا فى حياتها وأعانها ماديًا ومعنويًا، إذ كان يساعدها فى الكتابة والطباعة والمراجعة خلال إعداد رسالة الماجستير، وابتاع لها جهاز كمبيوتر وتعلم الكتابة عليه لكى يساعدها فى إتمام رسالة الدكتوراه، ليوفر لها الوقت.


وتتمنّى أن تتقدم مصر وتحقق مزيدًا من الإنجازات على المستوى العالمى، وهذا لا يقلل من النجاحات المحققة حاليًا، ولكننا تحلم بالمزيد، ولا يوجد طموح محدد لديها حاليًا، ولكنّها ترغب فى مساعدة غيرها ونقل الخبرات للأجيال الجديدة، دون مقابل.


ولديها خبرة كبيرة فى مجال الطاقة، خاصة الكهرباء، وتحلم بنقلها إلى الشباب، لتشارك فى صناعة وعيهم، لتتمتع مصر بشباب واعٍ ومثقف يستطيع حمل المسئولية.


اقرأ أيضًا..

منى الصبان.. امرأة تُعلّم السينما للجميع

ads