إسراء "سوبر هيرو" الغربة: "لقيت نفسي في السفر"
الغربة أيا كان سببها تحمل مشاعر صعبة لدى من يجربها، فالبعد عن الأهل والوطن يبقى أثره حتى إذا أقنعنا أنفسنا بالتأقلم، لكن الأمر مختلف مع إسراء فهى أحبت الغربة، ووصفت تلك الأيام بأنها أجمل سنوات عمرها.
تروي إسراء لـ"هير نيوز" تجربتها مع الغربة، وكيف كانت حياتها هناك.
إسراء السعيد، صاحبة الثلاثين عاما من القاهرة وتخرجت من كلية الآداب، نشأت على حد وصفها كفتاة مدللة وتتصف بالعناد والكل كان يسعى لتلبية ما تريد.
سافرت "إسراء" مع زوجها إلى المملكة العربية السعودية، وتغربت عن وطنها منذ خمس سنوات وصفتها بأنها أجمل سنوات عمرها قالت لنا: " أحببت الغربة جدًا جدًا، قد أكون مختلفة عن غيري لكن أحسست إنها عالمي ودنيتي".
وتابعت: "أشياء كثيرة حببتي في الغربة أولها فكرة الاستقلال، أيضا توافر الماديات فحين تتوافر تحصل على الخدمات الجيدة بدءً من الخدمات الصحية بالمستشفيات وصولا إلى الخدمات الترفيهية، وهذا يجدد من طاقة الإنسان وينعكس على نفسيته بالإيجاب وحينها يستطيع أن يقدم الكثير لمجتمعه ولعمله ولحياته الشخصية، الغربة عند إسراء أفادتها بشكل كبير".
بالإضافة لفكرة الاستقلال وتحسين المستوى المادي، تضيف إسراء إيجابيات لم تكن تستطيع إيجادها بمصر فقالت، " أصبح هناك تركيز مع عائلتي الصغيرة فلا أشعر بالتشتت هنا ولا أجد من يوجه لي كلام في أي زيارة يؤثر على نفسيتي بالسلب، كما وجدت كثرة الوقت هناك مكنتني باستغلاله في أشياء كثيرة إرتقت بمستوايا الفكري، فكنت أخذ كورسات أون لاين سواء مجانية أو مدفوعة منها كورسات في التربية الإيجابية "
تعرضت إسراء تعرضت لأصعب إبتلاء ممكن أن يحدث لنا جميعا، وهو إبتلاء الفقد، ففقدت إسراء والدها والأصعب من ذلك هو عدم تمكنها من إلقاء نظرتها الأخيرة عليه وحضور جنازته تتذكر تلك اللحظات قائلة: "يوم وفاة والدي معرفتش أنزل وحسيت أن الزمن وقف لحظتها، مفيش حاجة أصعب ولا أسوء من كده، حسيت أن روحي بتتسحب مني".
الذهاب إلى أماكن جديدة يعطي خبرات كثيرة فما بالنا بالذهاب إلى بلد آخرى مختلفة في ثقافتها وفي نمط حياتها عن البلد التي ولدنا بها إسراء تسرد أبرز ما تعلمته قائلة، " تعلمت القوة فكنت دائما ما اتحدث إلى نفسي في أي موقف صعب بأنني سأجتازه وإنني قوية، وبالفعل يمر وأشعر وقتها بأنني "سوبر هيرو".
توجه إسراء نصائحه لمن ستقبل على تجربة السفر قائلة، " الغربة هي غربة الروح، لذا لابد أن تذهب إلى بلد تكون متقبلة لثقافتهم ولغاتهم، ولابد أيضا أن تكون محددة هدفها سواء هذا الهدف مادي أو للتعلم، بحيث ما يعود عليها من الغربة أكثر مما تركته، أيضا حين تمر عليها لحظات يأس ووحده فعليها أن تنظر للمقابل التي حصلت عليه مقابل ذلك، فإذا وجدت أنه سئ فالقرار الأفضل حينها أن تعود لبلدها.
واختتمت نصائحها: "إحنا لازم نخرج بره القوقعه ونشوف نفسنا قادرين على مواجهة الحياة ولا لأ، ومن هنا هتدي دافع أقوى للنفس".