يا الدفع يا الانفصال.. ثلاث حكايات طلاق بسبب راتب الزوجة
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 06:56 م
محمد على
حكايات زوجات، رفعت رايات العصيان بسبب طمع الزوج فى رواتبهن، فهناك من يريدها أن تشارك فى مصاريف المنزل، وهناك من يجبرها على إعطائه راتبه وآخرين من الرجال يعتقدون اتفاقا مع زوجاتهم لحل هذه المشكلة، فى النهاية هناك من تصل مشاكلهم إلى ساحات محاكم الأسرة.
حكت سلوى حكايتها، أمام محكمة الأسرة بالمنصورة، مع زوجها المادي والديكتاتور، البخيل، قالت: تزوجته منذ عامين، كان يعشقنى بجنون، بادلته نفس المشاعر، أحببت فيه أخلاقه ورجولته، فكان لا يتحدث معى كثيرا فى الأمور المادية، وأى تعاملات تشوبها الأموال والمادة كان لا يتحدث معى فيها، بل كان يظهر أنه غير مهتم وأن هذه الأمور لا تعنيه، حسبته كذلك، بجانب أخلاقه وسلوكه".
وأضافت، "ولكن بعد إتمام الزواج اكتشفت بعد شهر العسل أننى أعيش مع رجل آخر غير ذلك الشخص الذى كنت أتعامل معه، ذهب الحب من "الشباك" حينما بدأ ضغوط الحياة علينا، وتحديدا بعد عامين أظهر لي جميع عيوبه وأهمها، أنه بدأ يطالبني بنصف راتبى من العمل لأجل الإنفاق على البيت، بدافع أن الحياة مشاركة، لم أختلف معه كثيرا، وسط ضغوط الحياة لأننى امرأة عصرية وأعرف ما هي واجباتي، كما أن لسان حالى أنه لن تقف المركب وتغرق بسبب نصف راتبى وخاصة إذا كنت سأنفقه على البيت".
وتابعت، "وبالفعل وافقت على إنفاق نصف الراتب على اليت وتجاوزت المشكلة، لكن بمرور الوقت طالبني أن يأخذ نصف راتبى ليتحكم فيه بحجة الإنفاق منه على البيت، لم أتقبل هذا المطلب الغريب، الذى وقع على مسامعي كالصاعقة، اعتقدت أنه تهريج من النوع الثقيل الذى دائما يداعبنى به بين الحين والآخر، نظرت له وضحكت، بادلنى نفس الضحكات لكنها تحمل نوع من السخرية، ثم انقلب وجهه، وقال لى بنبرة صوت حادة: "أنا بتكلم جد، لا أهرج، عايز مرتبك حتى أنفق منه على مصاريف البيت".
وأضافت سلوى: زوجي لم يراع تعبى، لم يفكر أننى إنسانة، أذهب صباحا وأعود فى المساء من أجل هذا المبلغ، فأنا موظفة فى هيئة حكومية، وأتولى مسؤولية كبيرة فى مكان عملى، وعليّ ضغوط كبيرة، لا أخذ هذا المبلغ نظير شيء تافه أو أذهب للعمل لأهرج بعض الوقت ثم أعود للمنزل، أو لمجرد ذهابى، فكيف يطلب منى هذا بسهولة وكأننى خادمة أو جارية امتلكها، يتعامل معى كقطعة أثاث بالمنزل، لا يأخذ برأيى، مستبد فى كل آرائه، هذا هو مفهوم زوجى عن الزواج والزوجة، العطف والحنان خرج حينما تزوجنا وعبرت شهر العسل.
وتستكمل: حينما سمعت منه هذا الكلام أوقفته عن الحديث، وأبلغته رفضي لما يقول، وقلت له أنا أنفق على البيت من راتبى فكيف تطالبنى أن تأخذه وتتحكم فيه، وقلت له لن يحدث ان تأخذ راتبى، بعدها نشبت بيننا مشاجرة ضربنى بعنف، تركت له المنزل، وذهبت لمنزل والدى، فانتظرت أن يأتى ليصالحنى لكنه كان يبعث رسائل أننى لن أعود للمنزل إلا بموافقتى أن يأخذ الراتب، ورفضت، مر عامان ولا زلت فى منزل والدى فاضطررت إلى الذهاب لمحكمة الأسرة وأقمت دعوى طلاق للضرر، وحكمت المحكمة لى بالطلاق، بعد محاولات للصلح بيننا باءت بالفشل.
زوج مفترى
قالت بألم وأسى، أنا زوجة وفى نفس الوقت أقوم بالإنفاق على زوجى وأتكفل بمصاريف البيت، وإلا الطلاق يكون مصيرى، وافقت فى البداية وتنازلت عن حقي.
وبالفعل أصبحت هدير فى حالة خصومة مع البنك، بعد ان كانت تذهب لأخذ راتبها كل شهر، فهي تعمل محاسبة، وضحت من أجل أولادها، لأن زوجها رجل بلا قلب، لو رفضت طلبه سيكون مصيرها الضرب أو الطلاق، ولأنها أم ولا تريد أن تحطم مستقبل أطفالها تحاملت على نفسها، وفجأة أصيبت بمرض خطير وذهبت للطبيب وكان قراره إجراء عملية جراحية، الغريب فى هذا الأمر أن الزوج رفض دفع مصاريف العملية مما تسبب فى بتر قدم زوجته، بعد أن تراخى وأهمل فى الإسراع بإجراء العملية.
شعرت الزوجة بصدمة كبيرة، لم تتوقع هذا الموقف من زوجها، فهى لم تبخل عليه بمرتبها، ولو كانت مصاريفها فى يدها لما احتاجت له، لكنه كان ينفق أموالها أول بأول، وعندما احتاجت للمصاريف باعها، تألمت الزوجة وأصيبت بحالة اكتئاب عام، وأصبحت غير قادرة على العيش أو رؤية الزوج، الذى لم ينتظر نظرات زوجته ناحيته، وهرب منها، ولكن الزوجة أقامت دعوى طلاق فى محكمة الأسرة بالمنيا، وتمكنت من الحصول على حريتها، وعادت لعملها لكنها رجعت هذه المرة سكرتيرة وافتقدت لعملها السابق الذي كان يدر عليها دخل مادي ليس بقليل. كما قضت محكمة الأسرة بطلاقها، واستنشقت الزوجة عبير الحرية بعد أول كلمات الحكم بطلاقها، وغمرتها السعادة.
خلافات مستمرة بسبب الراتب
قالت الزوجة فى ألم للقاضى داخل محكمة الأسرة بالغربية، قائلة: أنا تزوجت رجلا راتبه قليل، بسيط الحال، وبعد الزواج أصبح الراتب أقل بكثير نتيجة الأقساط والإيجار، وأنا أعمل موظفة، فى بداية الزواج لم يكن زوجى يطلب منى شيئا، ولكن بعد أن بدأت تتراكم عليه الديون، أصبح يطالبنى بالإنفاق على البيت ومساعدته، ووافقته على اقتراحه، وبالفعل وفيت بوعدى له، وبدأت أقوم بدفع الإيجار، ولكنه أخذ ينظر إلى نصف الراتب الآخر ويسألنى عنه، ولأن أسرتى بسيطة الحال ووالدي مريض أقوم بمساعدتهم بمبلغ أخر من النصف المتبقى، وأقوم بالإنفاق على نفسي حيث أشترى حاجاتى، لكنه فى الفترة الأخيرة أخذ يسألني على راتبى وأين أنفقه؟.
كشفت له الحقيقة وقلت له أننى أساعد أهلى بجزء بسيط والجزء الأخر أنفق به على نفسى، تغيرت معالم وجهه، وأصبح عبوسا، وأخذ يعاملنى بقسوة، تحملته، لكن بمرور الوقت مر بضائقة مالية لأنه أدين لجارنا بمبلغ كبير دون أن أعلم، لكنى اكتشفت أن جارى يهدده بأنه سيقيم دعوة بإيصال الأمانة الذى معه ضده إن لم يكن يسدد المبلغ فى وقت قريب، بدأت حياتى تتحول إلى جحيم فزوجى تغير، أصبح دائم العصبية والعنف، يضربنى بلا سبب، يهددنى بالطلاق، ساعدته فى دفع جزء بسيط منه لكنه لم يتمكن من دفع باقى المبلغ.
وأضافت، وأصيب بحالة اكتئاب وجلس فى المنزل ورفض العمل، وطالبنى بالإنفاق عليه، كما أنه تعرف على بعض أصدقاء السوء وطالبنى بالجلوس معهم فى أوقات متأخرة، هنا لم أعد تحمل العيش معه، وأصبحت أعيش فى جو غير آمن وفاسد، فهربت منه، وحررت محضرا ضده، كما أننى أقمت دعوى خلع منه بمحكمة الأسرة وجاري النظر فيها.
اقرأ أيضًا..