"ذات النطاقين راوية الأحاديث".. أسماء بنت أبي بكر المرأة التي عاشت الهجرة
الثلاثاء 10/أغسطس/2021 - 11:00 ص
كمال القديري
قدمت المرأة العربية دورًا تاريخيًا في الكثير من الأحداث التاريخية القديمة، وكان لها الأثر في البعثة النبوية بصحبة الرسول ثلى الله عليه وسلم، ومن تلك السيدات اللاتي بدأن الهجرة؛ كانت أسماء بنت أبي بكر التي سُميت بـ" ذات النطاقين وراوية الأحاديث"، لها دورٌ بارز أمام الهجرة النبوية.
تولت مهمة خطيرة
وقال العلماء إنَّ أسماء بنت ابي بكر ولدة قبل الهجرة بثلاث وعشرين عام، وكانت تتولى مهمة خطيرة أثناء هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانت تجهز للنبي وأبيها سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله، الطعام، وكانت تشق خمارها لتربط الطعام وترتدي الآخر، فسميت بذات النطاقين.
عاشت السيدة أسماء حياة خشنة على مدار رحلتها في الهجرة النبوية، خاصة بعد زواجها من سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه، وقيل أنَّه كان فقيرًا لا يملك غير فرسه، وكان يغار عليها وطبعه شديد، وكانت تعتني أسماء بالفرس وتطعمهن وتهتم بأمور سيدنا الزبير.
فكأنما أعتقني
استمرت أسماء بنت أبي بكر على هذا الحال لسنوات طويلة، حتى أرسلها أبوها أبو بكر رضي الله عنه، تخفف عنه بعض الحمل الثقيل، وقالت السيدة أسماء رضي الله عنها عن هذا الموقف من أبيها: "فكأنما أعتقني".
58 حديثًا
ذكر التابعين أنَّ أسماء بنت أبي بكر روت ما يقرب من 58 حديثًا عن النبي صللى الله عليه وسلم، اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بأربعة من الأحاديث.
الكرم والجود
وكانت تشتهر أسماء بنت أبي بكر بالكرم قال ابنها سيدنا عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه: "ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء رضي الله عنهما؛ وجودهما مختلف: أما عائشة، فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئا لغد".
الشجاعة والروح الكريمة
كما كانت تتحلّى بالشجاعة والروح الكريمة التي يحبّها صحابة النبي، وروي أنَّ المدينة عندما كثرت باللصوص في زمن سعيد بن العاص رضي الله عنه، اتخذت خنجرا، كانت تجعله تحت رأسها.
وحين تعرض ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه للحصار بعدما دعا لنفسه بالخلافة، قالت له: "يا بني، عش كريما، ومت كريما، لا يأخذك القوم أسيرا"، وقد كانت في هذا الوقت في سن كبيرة جدا، حوالي 100 سنة، ولكنها ظلت محتفظة بطباعها القوية، وكرامتها الأبية.