الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الأسباب والعلاج.. 10 أضاحي للشيطان على مذبح العنف الأسري في يوليو

الثلاثاء 27/يوليه/2021 - 12:37 ص
هير نيوز

لم تكن أضاحي العيد، فقط، هي الذبائح التي شهد شهر يوليو الجاري إزهاق أرواحها، فبالإضافة إلى الأضاحي من خرافٍ وأبقارٍ وجمال قدّمها أصحابها قربانًا لله، وعرفانًا بفضله عليهم، شهد الشهر الجاري تقديم 10 قرابين للشيطان على مذبح العنف.


الخلافات الأسرية

لم تكن الحالات الشعر التي يرصدها هذا التقرير هي مجمل جرائم القتل الثابتة في دفاتر الأحوال بأقسام ومراكز الشرطة في المحافظات المختلفة، لكنها كانت الحالات العشر الأبرز، والتي كانت الخلافات الأسرية قاسمًا مشتركًا فيما بينها.


طعنات قاتلة

في محافظة القليوبية أنهت المهندسة ريهام حياة زوجها المحاسب محمد بطعنة قاتلة في يوم وقفة عرفات بسبب خلاف على شحن عداد الكهرباء، وشهد نفس اليوم قيام شاب بطعن زوجته 27 طعنة قاتلة في بني سويف اعتراضًا على قيامها برفع قضية خلع ضده، بينما شهدت محافظة الدقهلية جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها طبيبة على يد زوجها الطبيب الذي سدد لها 11 طعنة بسبب مشادة كلامية بينهما وفر هاربا.


قلب ولدي عليّا حجر

وفي منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، ترجم شاب المثل الشعبي القائل «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليّ حجر» بحذافيره، بعد أن سدد طعنة نافذة في رقبة والدته لتلفظ أنفاسها الأخيرة، إثر خلافات نشبت بينهما، وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية، لفظت ربة منزل أنفاسها الأخيرة، متأثرة بإصابتها بطعنات على يد زوجها، بسبب نزاع أسري نشب بينهما، وغيرها من الحالات التي لفتت الانتباه خلال شهر يوليو وجاء أبرزها في عيد الأضحى المبارك.


الانفصال السلمي

علق الدكتور مصطفى محفوظ أخصائي علم النفس، على الخلافات الأسرية التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح، قائلًا، إن المشرّع لم يغفل ضعف النفس البشرية، فأقرّ الطلاق ونص عليه الشرع الحنيف واعترف به القانون بل ووضع مواد وفقرات تنظيم عملية الانفصال السلمي حين تستحيل العشرة، فأعطى لكلا الطرفين الحق في الاستمتاع بحياة هادئة بعيدًا عن الشريك إذا استحالت العشرة، ولمّا كان الطلاق في يد الرجل، فقد أناب القانون قاضي الأسرة لإيقاع الانفصال سواءً بالطلاق أو الخلع إذا طلبت الزوجة واقتنعت المحكمة بأسبابها.


لماذا العنف؟

وأوضح د. محفوظ، أن السؤال الذي انتشر مؤخرًا عى نطاق واسع تعليقًا على هذا الكمّ من الجرائم الأسرية، هو:  لماذا لجأ الأزواج للعنف ولم يلجأوا للطلاق؟، مضيفًا أن هناك عدة عوامل اجتماعية تجعل من طلب الطلاق أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، لا سيما في الأرياف والمناطق الشعبية،  حيث أن هناك عبارة شائعة تتوارثها الأسر والعائلات في الريف والمناطق الشعبية «معندناش بنت تطلق»، وهذه العبارة بمثابة القشة التي تقصم ظهر البعير، فبدلًا ن معالجة الأمور تتأزم المواقف وتصل إلى حد الاعتداء والقتل بين الزوجين.


عمل المرأة

وتابع، علاوة على أن إصرار الشاب على الارتباط بزوجة عاملة يضعف من «القوامة»، لكونها تساهم معه في الإنفاق على البيت ومن حقها أن تنعم بفترات راحة بعد العودة من عملها، بينما هو يريدها أن تمارس مهامها في متابعة شؤون البيت، فمن هنا تبدأ الخلافات.

وأضاف، أننا لسنا ضد عمل المرأة، لكن من حق المرأة العاملة أن تجد زوجًا يشاركها في الأعمال المنزلية كما تشاركه هي في الإنفاق على البيت حتى تستطيع الحصول على قسط من الراحة بدورها، سببا في تفاقم وتراكم المشاكل والتي تظهر فجأة، كالبركان من تحملها لأعباء أسرة وعملها ورعاية صغارها وفوق ذلك لا تلق حتى تقدير.


تداخل أدوار

وكشف الدكتور مصطفى محفوظ اخصائي علم النفس، أن المراة في عصر الحرية والعلم والتعلم لم تعد تلك كسيرة الجناح أسيرة البيت، بل إنها تعرف الآن أنها نِدٌ للرجل وعنصر مهم لبناء البيت والأسرة والمجتمع، فلم تعد كسالف عهدها عندما يغضب الزوج أو يعنفها تنكسر وتتعرض للإذلال حتى يرضى عنها، بالعكس تماما المجتمع طلب من المرأة أن تعمل فاشتد عودها، وازدادت ثقتها بنفسها وأصبحت تأبى بنفسها عن أي تعالٍ ضدها من الرجال فغالت في رد فعلها تجاه الزوج، وأصبح المنزل لا يقوده الزوج فقط بل أصبح يقوده زوجان، فخابت الأسرة عندما أراد الرجل الاعتماد على المرأة، وعندما أرادت المرأة النيل من قوامة الرجل في تداخل شائك لاختصاصات كل منهما ودوره في الحياة، فتمزق كيان الأسرة وأضحى صوت العنف هو المسيطر.


اقرأ أيضًا..

مأساة ليلة العيد.. زوج يطعن زوجته وينتحر بقطع شرايينه


ads