هل يجوز ذبح الأضحية عن الميت؟.. «فتوى الأزهر» تجيب
السبت 17/يوليه/2021 - 10:29 ص
سمر دسوقي
"والدي توفاه الله فهل يجوز الأضحية عنه، خاصة وأنه كان محبًّا لهذه الشعيرة؟،" سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد لجنة الفتوى كالآتي:
نعم يجوز للابن أن يضحي عن أبيه الميت على الراجح من أقوال أهل العلم، ويصل ثوابها إلى أبيه الميت بإذن الله، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، واستدلت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف على ذلك بما قاله أبو داود صاحب السنن في باب الأضحية عن الميت؛ حيث ذكر بإسناده عن حنش فقال: رأيت عليا رضي الله عنه يضحي بكشبين فقلت له: ما هذا؟ فقال: إن رسول صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنه فأنا أضحي عنه، وكان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
رأي المذاهب
ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز التضحية عن الميت، إلا أنّ المالكية أجازوا ذلك مع الكراهة، لأن الموت لا يمنع التقرب عن الميت كما في الصدقة والحج.
صدقة جارية
وقد صح أنّ رسول الله ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه، والآخر عمن لم يضح من أمته، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وذبح الأضحية عنه من الصدقة الجارية؛ لما يترتب عليها من نفع المضحي والميت وغيرهما.
والراسخ في أذهان الكثيرين أن الأضحية تكون للإنسان الحي ولا تجزئ عن الميت، واختلف الفقهاء في ذلك، فمعظهم يقولون إن الأضحية شأنها كشأن الصدقة تمامًا تجوز للحي وللميت، فيجوز ذبح الأضحية عن الميت ويصله الثواب مثل الصدقة؛ لأن الأضحية مثل الصدقة تمامًا فيجوز، ولا حرج في ذلك.
النصوص الشرعية
وأكدت النصوص الشرعية الدالة على وصول ثواب الأعمال للأموات، ومن ذلك جواز الصوم عن الميت، وكذلك جواز الحج عنه، وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة؛ فإذا كان الصوم -وهو عبادة بدنية- والحج -وهو عبادة بدنية مالية- يصل ثوابهما إلى الميت؛ فثواب الأضحية عن الميت يصل أيضًا، كما أن العلماء أجمعوا على وصول ثواب الصدقات إلى الأموات، والأضحية من جملة الصدقات، ولا تخرج عنها.
وقال الكاساني -رحمه الله-: "وجه الاستحسان أن الموت لا يمنع التقرب عن الميت، بدليل أنه يجوز أن يتصدق عنه ويحج عنه، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أحدهما عن نفسه والآخر عمن لا يذبح من أمته، وإن كان منهم من قد مات قبل أن يذبح، فدل أن الميت يجوز أن يتقرب عنه"، "بدائع الصنائع" .
أما الحنابلة فقالوا: "التضحية عن ميت أفضل منها عن حي؛ لعجزه واحتياجه إلى الثواب، ويعمل بها كأضحية عن حي من أكل وصدقة وهدية". "مطالب أولي النهى".
اقرأ أيضًا..
أما المالكية، فقالوا بالجواز العام المشوب بالكراهة، كما جاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي "يكره للشخص أن يضحي عن الميت خوف الرياء والمباهاة ولعدم الوارد في ذلك، وهذا إذا لم يعدها الميت وإلا فللوارث إنفاذها"، وقد خالف في ذلك الشافعية في معتمد مذهبهم.