وقالت ريموندا (22 عاماً): "عندما كنت صغيرة كنت أطلب من والدي شراء الألعاب من العرائس والدباديب كثيراً؛ حتى أصبح لدي مجموعة كبيرة قمت بتخزينها والحفاظ عليها منذ طفولتي، وأحتفظ بها حتى الآن، وأحب أن أراها على سريري، وآخذها في حضني وقت النوم، لا أعرف لماذا ولكنها مشاعر بداخلي تدفعني لحب تلك الأشياء الصغيرة".

وقالت مونيكا (25 عاماً): "والدي كان دائماً يحب أن يقوم بشراء الهدايا والألعاب العرائس لي في كل عام بعيد ميلادي، حتى أصبحت عاشقة لها، والآن بعد أن أصبحت امرأة عاملة أحب شراء تلك العرائس لنفسي من راتبي الخاص، حتى يقول البعض عني إني مجنونة، ولكني أحبها جدًّا وتجعلني أشعر بالاحتواء عند حضنها واللعب بها".

وحللت الأخصائية النفسية واستشاري العلاقات، هايدي المصري، حب البنات تلك الألعاب والعرائس والدباديب حتى بعد أن تكبر في العمر، إلى رقة الفتيات وحساسية مشاعرها، وقالت: "البنت بالطبع تكون رقيقة المشاعر وتحتاج دائماً أن يكون بجانبها أشياء تستمتع برؤيتها، وتشعر أنها بجانبها تشاركها أحزانها وأفراحها، حتى دون أن تكون تتحدث معها بكلمة أو تفعل أي شيء، فقط وجودها يشعرها بالأمان والسعادة".

وأضافت: "كل الفتيات تكون بحاجة لذلك الشعور، فهي لديها خزان حب واحتياج يجب أن يكون ذلك الخزان ممتلئًا، حتى يمكن أن تزداد لديها الثقة بالنفس والشعور بقبول الذات والقدرة على المغامرة والمواجهة، وعلى العكس عندما يكون هذا الخزان فارغًا تسعى لملء هذا الفراغ ببعض التصرفات التي يعتقد البعض أنها غريبة".

ونصحت الأخصائية النفسية، أن يتعامل الآباء والأمهات بطريقة مناسبة مع الفتيات حتى يشبعهن من الحب والاحتواء والاهتمام بدلاً من اللجوء لشيء آخر، وذلك من خلال التواصل الجيد مع الفتيات؛ فذلك هو مفتاح حل كل المشاكل النفسية، مع الابتعاد عن العنف بكل أشكاله أو منعها من شيء تحبه، حتى لو كان ذلك شراء الدباديب والعرائس.