الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاماً
عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أرض الوطن، بعد المشاركة في قمة بغداد الثلاثية بين مصر والعراق والأردن.
صرح بذلك السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
من جهتها قالت النائبة أمل رمزي، عضو مجلس الشيوخ، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى دولة العراق، تحمل العديد من الدلالات الهامة نحو ترحاب مصر بفتح أفاق جديدة مع الدول، وتؤكد الإستراتيجية التي حرص الرئيس على اتباعها في علاقة مصر بدول الجوار سواء في المنطقة أو الإقليم.
وأشارت إلى أن الزيارة تعمل على تعزيز جسور الثقة بين مصر والعراق لاسيما مع وجود تاريخ طويل من العلاقات التى تجمع البلدين، وتعاون مشترك حرص الجانبين على تعزيزه من أجل تحقيق مصالح البلدين.
وأكدت رمزي، أن مشاركة الرئيس السيسي، في فعاليات القمة الثلاثية «مصر والعراق والأردن»، ستكون لها دور كبير في بحث التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، لا سيما قضايا الإرهاب والعنف المتطرف ودعم الشعب الليبي في قضيته، وكذلك فلسطين.
وأوضحت النائبة أمل رمزى، إلى أن القمة ستسفر عن تضافر جهود مشتركة بين الدول الثلاثة من أجل توحيد الصف العربي والعمل على تعزيز سبل التعاون بين مصر ودول الجوار وبناء جسور من التواصل المستمر بين الشعوب.
ولفتت إلى أن الرئيس السيسي، استطاع تحقيق نجاحات كبيرة في الملف الخارجي، وقام بجولات مكوكية طالت عدد كبير من الدول من أجل فتح آفاق تعاون مشترك مع مصر، وتقوية صلتها بدول العالم مما سينعكس ذلك بأهمية كبرى في حشد مساندة ودعم كبير لها في التحديات التي تواجهها.
وأصدر المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية تقريرا بعنوان "الجولة الرابعة".. بماذا تخبرنا "الزيارة التاريخية" للرئيس السيسى إلى بغداد؟،مؤكداً أن زيارة الرئيس السيسي السيسى للعراق تمثل حدثا تاريخيا كونها الأولى لرئيس مصرى منذ 30 عاماً، فضلاً عن الوزن النسبى الكبير لمصر والعراق فى معادلة القوة العربية بمنطقة الشرق الأوسط، استناداً على الإرث الحضارى الضارب فى جذور التاريخ بواقع 5000 عام على أقل تقدير، وميراث التاريخ العسكرى تحديداً.
هذا من ناحية معادلة (مصر + العراق) فقط، حيث تفصل بين البلدين مسافة تقدر بـ 1427 كم، تضم 3 دول، ما عظم من قيمة وجود الأردن كعقدة ربط ومركز لوجيستى، يجعل من الثلاثى (مصر + العراق + الأردن) جسرا يدمج الجناح الشرقى للمنطقة العربية فى قلب القاهرة، والعكس صحيح.
ومع الإعلان عن "الشام الجديد" كمشروع تكامل اقتصادى على النسق الأوروبى، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان، لتكوين تكتل إقليمى قادر على مواجهة التحديات عُقدت الجولة الثالثة، للثلاثى (مصر + العراق + الأردن) فى قمة عمان، على مستوى القادة.
ووفقا لتقرير المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فإن مشروع "الشام الجديد" يعتمد على الكتلة البشرية الضخمة لمصر وخبراتها الفنية ولاسيما فى مضمار التنمية الشاملة المستدامة، مقابل الثروة النفطية الضخمة التى يمتلكها العراق، وتنضم لهما الأردن بحكم موقعها الجغرافى الذى يربط العراق بمصر.
ويتم الربط بين الثلاثى بخطوط لنقل الغاز والنقل وتصدير الكهرباء، ما يشبه عصب مواصلات جديد يمر بين ثنايا المنطقة، ويحمل فى أوردته أمن الطاقة، على أن تكون البصرة مصدر خط أنبوب النفط لكل من مصر والأردن، اللذين سيحصلان على أسعار تفضيلية قياسا بالسوق العالمى للنفط، إذ تتراوح ما بين 14 و16 دولارا لبرميل النفط الواحد.
وتباعاً ستغذى مصر شبكة كهرباء العراق لتسد بغداد فجوة الـ 7 آلاف جيجا وات التى لا تستطيع توفيرها سواء بالشراء أو الإنتاج حالياً. فضلاً عن الدخول المرتقب لمصر فى مجال إعادة الأعمار وتشجيع الاستثمارات فى العواصم الثلاثة بما يحقق نسقاً من التكامل الاقتصادى على غرار الاتحاد الأوروبى.
وختاما فقد ذكر التقرير أن محاور التحرك المصرى تشمل اتجاهات ليبيا والسودان وشرق المتوسط وشرق المنطقة العربية “العراق”، لتصيغ الهندسة الأمنية الجديدة للإقليم بما يحقق حالات الاستقرار الممتد، ويبطئ من دوران طاحون التدمير والحرب فى المجال الحيوى للأمن القومى المصرى، بما يسمح للقاهرة تباعاً من اقتناص ظروف استراتيجية تضعها فى قلب الجناح الشرقى للمنطقة بعدما انكفت القاهرة على نفسها قرابة الثلاثين عاما.