قهوة بالبن المحوج.. رانيا تهزم مصاعب الحياة وتربي أولادها بالحلال
الخميس 24/يونيو/2021 - 04:03 م
جيهان محروس
تراها واقفة على "تروسيكل" في ناصية الشارع، ولا تكف عن توزيع ابتسامتها التي تجذب الجميع لتناول الشاي من عندها والحديث في امور الحياة ، وعندها تسمع كلمات الحمد والشكر لله فهي لا تفارق لسانها أبدًا، على الرغم مما تخفيه ابتسامتها من معاناة وتحد للظروف.
اسمها "رانيا محمد"، أم لطفلين فى مقتبل الحياة (أحمد وأشرقت) الذي تركهما أبوهما ورحل عنهم - كما قالت أشرقت انفصل عنا منذ أكثر من 6 سنوات، و، لكن رانيا لم ترتضِ أن تجلس في البيت مكتوفة الأيدي، إنما خرجت تبحث عن عمل يعينها على تحمل مصاعب الحياة وقسوتها ، فذلك ليس جديدًا عليها، فمنذ أن كان عمرها 7 سنوات وهي تصارع الحياة بكل قوة وصمود ودخلت معترك الحياة العملية؛ وذلك بسبب إعاقة والدها التي جعلت كل فرد في الأسرة أكبر من عمره الحقيقي بأضعاف، وحتى بعد زواجها وانفصالها؛ رفض طليقها التكفل بطفليه، فما كان منها الإ البحث عن عمل يضمن لها الاستمرار في تربية طفليها ومقاومة ظروف الحياة القاسية .
عربة متنقلة لبيع المشروبات
حيث عملت رانيا بالتمريض لفترة، ثم عملت بعد ذلك في مجالات مختلفة تماما منها بيع البضائع البسيطة داخل المواصلات العامة، وعدة مهن أخرى، حتى انتهى بها المطاف بشراء عربة متنقلة "تروسيكل" لبيع المشروبات الساخنة "شاي، قهوة، نسكافيه". رانيا لم تبال بنظرات المجتمع بل ووقفت صامدة تثبت للجميع انها ست بـ 100 راجل ، قالت رانيا : "كل ما فكرت فيه هو أن أربي أبنائي بالحلال، حتى لو عملت عملًا شاقًّا مثل عملي هذا، لاني أم، وطفلاي لهما حق عليَّ، وليس ذنبهما ما فعله والدهما؛ لذلك قررت شراء "التروسيكل"، بعد أن عملت في عدة مهن ولم أجد بها سوى الاستغلال لمجهودي وتعبي، فما كان مني سوى بيع المشروبات الساخنة في الشارع ، ووجدت أن العمل على التروسيكل هو ملاذي الأخير".
طلبات بسيطة فى الحياة
طلبات بسيطة في الحياة تسعى رانيا لتحقيقها، قالت: "كل ما أتمناه في الحياة هو أن أربي أبنائي جيدًا وأساعدهم في الحصول على قدر من التعليم الجيد ليعينهم في الحياة، واتمني أن أراهم أفضل مني وافخر بهم "، وتضيف رانيا : "مهما كلفني ذلك من تعب وعناء سأسعى إلى أن يصل أبنائي إلى بر النجاة من مصاعب الحياة، حتى لا يعانوا من قسوتها مثلما عانيت انا قبلهم واتمني من الله ان لا يكتب عليهم ما كتب علي أمهم ".