الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«لبّس البوصة».. مثل شعبي يدعو إلى اكتشاف «حلاوة الروح»

الثلاثاء 22/يونيو/2021 - 12:18 ص
«لبّس البوصة».. مثل
«لبّس البوصة».. مثل شعبي يدعو إلى اكتشاف «حلاوة الروح»

في كلام المصريين خاصة والعرب على وجه العموم كثير من الصيغ الأدبية التي تتخلل العادي والمألوف من الكلام اليومي، لكنها تُعبر عن حالة شعبية ما بين انتقاد لوضع معين أو للاحتفاء بوضع آخر حتى صار اسمها «الأمثال الشعبية».

وتنتشر في مجتمعاتنا العربية الكثير من الأمثال الموروثة التي تسئ للمرأة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فجعلت المرأة مجالاً للسخرية، لكن هناك بعض الأمثلة التي يُشير ظاهرها إلى إهانة المرأة بينما تحمل في مضمونها محتوى من المديح.

«لبّس البوصة.. تبقي عروسة»

من الأمثلة الشعبية التي يعتبرها البعض إهانة للمرأة قولهم «لبّس البوصة.. تبقي عروسة»، لكن الواقع أن مضمون المثل يختلف تمامًا عن الظاهر الذي قد يفهمه البعض دون قراءة متأنية لأصل المثل.

مديح وليس ذمًا

يُشير الخبير اللغوي والباحث في علوم اللسانيات محمد أحمد عابدين، إلى أن المقصود بهذا المثل هو مدح المرأة والإشادة بجمالها الداخلي وحلاوة روحها، وجمال سلوكها، بصرف النظر عن المظهر.

الجمال الظاهري
وأضاف "عابدين" في تصريحات لـ«هير نيوز»، أن «البوصة» هي نبات عشبي يُعرف باسم «الغاب» وينبت في المستنقعات ومياه الصرف، وهو عبارة عن قصبة طويلة رفيعة جدًا لا يزيد قطر جذعها عن بضعة ملليمترات، ويشير مطلقو المثل الشعبي إلى أن «البوصة» ذلك النبات المتطفل النابت في المستنقعات إذا جمّلناه ظاهريًا ووضعنا عليها زيًا مزركشًا فإنه يتحول بقدرة قادر إلى عروس في أبهى زينتها، وهذا لا يعد ذمًا في المرأة بل على العكس يمتدح المرأة التي قد لا تهتم بزينتها الظاهرية لكنها تحمل في داخلها قلبًا نقيًا وتتمتع بسلوك حميد.

اقرأ أيضًا..

دعوة للتأمل
ودعا الخبير اللغوي والباحث في علوم اللسانيات، إلى ضرورة التأمل في الأمثال الشعبية التي تُعد أحد موارد ثقافتنا، وليس إطلاق الأمور على عواهنها دون البحث والتمحيص في أصل المثل ومورد المثل ومضربِه، لأنّ لكل مثل شعبي مضرب ومورد.

ads