هل تسقط التوبة الصلوات الفائتة؟ الدكتور علي جمعة يجيب
الخميس 17/يونيو/2021 - 02:13 م
سمر دسوقي
هل تجب التوبة الصلوات الفائتة؟ سؤال ورد إلى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق فأجاب قائلا: "هذا كلام ابن القيم، ولم يرتضه جمهور العلماء وحاول بعض العلماء أن ينصروا كلام ابن القيم وكأنه صفحة جديدة مع التوبة لكن هناك نصوص شرعية تقر بعكس هذا؛ حيث تؤكد الأحاديث النبوية أن دَين الله أولى أن يقضى، فالديون شأنها القضاء لا الإسقاط".
الإفتاء تجيب
كانت دار الإفتاء قد أجابت في فتوى سابقة عن سؤال: هل يكفي الاستغفار والتوبة عن الصلوات التي لم أصلها.. أم يجب أداؤها؟ بأن دين الله أحق أن يقضى وتبرئة ذمة العبد منه، مشيرة إلى أن العبد الذي لم يصل طيلة 3 سنوات على سبيل المثال، لو صلى يوميًّا الفرض من الصلوات ثلاث مرات لأدى ماعليه من الصلوات التي فاتته في سنة واحدة.
الاستغفار لا يكفي
وأوضحت الدار في فتواها أن الصلاة وسائر العبادات الواجبة لا يكفي فيها مجرد الاستغفار، بل يجب قضاؤها، مشيرة إلى ما رواه الإمام أحمد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتته امرأة، فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر رمضان، فأقضيه عنها؟ قال: (أرأيتك لو كان عليها دَيْن، كنت تقضينه؟)، قالت: نعم، قال: (فدين الله عز وجل أحق أن يُقضى).
القضاء واجب
وأوضحت الفتوى أن توبة من فاتته صلوات سنين كثيرة لا تجب ما قبلها من حيث وجوب قضاء الصلوات، وإنما تجب الإثم فقط عن الإنسان الذي فاتته صلوات كثيرة. ويجب على من فاتته الصلاة بسبب النوم أو النسيان أن يقضيها، وذلك باتفاق العلماء؛ لحديث أبي قتادة - رضي الله عنه- قال:« ذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - نومهم عن الصلاة، فقال: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها، فليصلها إذا ذكرها»، رواه النسائي والترمذي وصححه. تارك الصلاة عمدا وأما من ترك الصلاة عامدًا متعمدًا حتى يخرج وقتها فمذهب الجمهور أنه آثم، وأنه يجب عليه أن يقضيها، وقال ابن تيمية: "تارك الصلاة عمدا لا يشرع له قضاؤها ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع". واستشهد بقوله تعالى: «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون شيئًا»، مريم59-60.