أم حكيم بنت الحارث.. زوجة الشهداء الثلاثة
تستكمل الدكتورة حنان مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف والمتخصصة في الفقه الإسلامي تقديم حلقات "هي" لإبراز النماذج النسائية المشرفة التي صنعت مواقف وبطولات خلدها التاريخ.
واليوم تتناول سيرة محاربة شجاعة هي السيدة أم حكيم بنت الحارث، وتقول عنها:
هي صحابية جليلة عابدة مجاهدة مؤمنة عفيفة، اسمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية، تحمل سجلًا حافلًا بالعطاء والوفاء والإخلاص، سيرتها حميدة ومسيرتها مجيدة، عاشت بين أهل الوفاء والفداء، وعلا مقامها بين المناضلين الشرفاء، وأسهمت بنصيب وافر في التسامي بمكانة المرأة المسلمة.
أنعم الله عليها بأفضل الصفات، فأصبحت رمزًا للتضحية والفداء، ومثلًا في الإخلاص والوفاء، في وقت المحن والملمات تجدها صابرة محتسبة، وفي زمن الجهاد والغزوات هي فارسة منتصرة.
أسلمت يوم الفتح، وتزوجت من ثلاثة رجال نالوا جميعًا شرف الشهادة حيث تزوجت في صباها من ابن عمها "عكرمة بن أبي جهل" وعاشت معه وفية مخلصة، وكان لها موقف معه يؤكد عظيم وفاء الزوجة لزوجها وسعة برها به وشدة حرصها على ما ينفعه ودفع كل ضرر مادي أو نفسي يمكن أن يلحق به، حيث كان شاغلها الأول أن يدخل زوجها في دين الله، فيدخل الجنة وينجو من النار.
يروى أن عكرمة رضي الله عنه خلال فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة تصدى لسرية من جيش المسلمين على رأسها ابن عمه وصديق شبابه القديم "خالد بن الوليد" رضي الله عنه واشتد القتال بينهما ولما شعر عكرمة باقتراب الهزيمة فر هاربًا وأهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه.
اقرأ أيضًا..
بشرى الأمان
سعت أم حكيم الزوجة الوفية المخلصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه العفو عن زوجها وكانت قد دخلت الإسلام في فتح مكة، قبل فرار زوجها، وبحثت عن زوجها في كل مكان، وسألت عنه كل قريب أو صديق، وعلمت أنه مضى إلى البحر في طريقه إلى اليمن.
جلس عكرمة يفكر على متن السفينة، في أمره وأمر زوجته وأهله وأقاربه والوطن الذي غادره والدين الجديد الذي جاء به محمد الصادق الأمين.
ومضت السفينة تشق أمواج البحر، وهبت الريح عاصفة قوية، فتأرجحت السفينة واقتربت من الغرق وأشرف ركابها جميعًا على الهلاك. وهنا طلب أصحاب السفينة من ركابها أن يخلصوا الدعاء لله عز وجل لأن الآلهة التي آمنوا بها ويعبدونها لا تغني عنهم من الله شيئًا.