أهالي الفيوم يودعون «أم أنجلو»..أسست مدرسة الخزف وحوَّلت شباب القري إلى مبدعين وفنانين
الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 11:50 م
تسيطر حالة من الحزن علي أهالي قرية «تونس»، إحدى قرى مركز يوسف الصديق بالفيوم بعد الإعلان عن وفاة السيدة إيفيلين بوريه، مؤسسة مدارس صناعة الخزف والفخار بقرية تونس بمحافظة الفيوم، عن عمر ناهز 82 عامًا.
اقرأ أيضاً: فريدل براون عاشقة الرمال المصرية.. ألمانية حوّلت «صحراء الوادي» لـ جنة خلابة
والراحلة إيفلين بورية استقرت في مصر منذ أكثر من 55 عامًا، عشقت مصر ومن أجلها تركت بلدها سويسرا، وجاءت إلى ريف مصر لتعيش كإحدى الفلاحات المصريات واستقرت بها بعد زواجها من الشاعر الراحل سيد حجاب، ورفضت العودة إلى سويسرا حتى بعد انفصالها عن حجاب.
«أم أنجلو»، كما تحب أن يناديها أهالي قرية «تونس»، جاءت إلى مصر في أوائل الستينيات مع والدها، وقررت في العام 1965 قضاء بقية عمرها في قرية «تونس» بصحبة زوجها آنذاك الشاعر سيد حجاب، وأعجبها المكان، فقررت الإقامة فيه لبقية حياتها.
قررت الراحلة السويسرية «إيفلين بوريه» العيش في منزل ريفي بسيط يغلب عليه الطابع الفني، يطل على «بحيرة قارون»، متوسطاً مناظر طبيعية خلابة كواحدة من فلاحات القرية تشرب من «مياه الطلمبة»، تنير منزلها بمصباح الجاز تقضي أكثر ساعات ليلها في القراءة، وتعشق الاستماع إلى أغاني فيروز.
«أم أنجلو»، حوَّلت شباب القرية إلى مبدعين وفنانين، وأنشأت مدرسة في منزلها لتعليمنا صناعة الخزف والفخار، واتفقت معالشباب المتدرب على منحهم مقابلاً مادياً للمنتجات و أصبح لها عدد كبير من التلاميذ، أنشأ كل منهم معرضاً خاصاً به في نفس القرية، التي تحولت إلى مزار سياحي شهير يتردد عليه هواة المصنوعات اليدوية، الذين يأتون من عدة دول لمشاهدة مراحل صنع مثل هذه الأعمال، والمشاركة بأنفسهم في صنع بعضها.، كما صار يُقام فيها مهرجان سنوي للخزف والفخار والحرف اليدوية، في شهر ديسمبر من كل عام.
إيفلين بورية حولت القرية المصرية إلي وجهة سياحية شهيرة، حيث صارت «تونس» المصرية محل اهتمام السائحين، ومحبي فن صناعة الخزف والفخار، من داخل وخارج مصر وأقيمت بها فنادق ودور ضيافة على الطراز الريفي، بل أصبحت معرضاً فنياً دائماً، مفتوحاً طوال العام، لأعمال «إيفلين» وتلاميذها.