ثريا التركي أول أنثروبولوجية سعودية.. تعلمت في القاهرة وكتبت عن «ساكني مطروح»
الجمعة 14/مايو/2021 - 09:36 ص
الأنثروبولوجيا، علم نشأ في اليونان خلال القرن الثامن عشر، يختص بدراسة علم الإنسان وتاريخ الثقافات البشرية في كل زمان ومكان، وبدأ تداوله في المنطقة العربية مع الحملات الاستعمارية، واشتغل به الرجال كونه علمًا غامضًا ومرهقًا في البحث والتفاصيل.
وبمرور السنوات انتشر علم الأنثروبولوجيا في الوطن العربي وأصبح له علماؤه ومنظّروه وكانت بدايته من مصر والجزائر، قبل أن يزحف إلى بقية دول المنطقة، وكانت العالمة السعودية «ثريا التركي» من أوائل من التقطن خيوط هذا العلم واضطلعن بمهمة الغوص في أعماق الذات البشرية واستخراج مكنونها، لا سيما مع موجة الانفتاح التي تشهدها المملكة العربية السعودية في إطار خطة المملكة 2030 لتصبح أول امرأة سعودية تتخصص أكاديميًا في علم الأنثروبولوجيا.
من عنيزة للقاهرة
لم تكن الدكتورة ثريا بنت محمد السليمان البراهيم التركي، فقط أول سعودية تتخصص في الأنثروبولوجيا، وإنما هي أيضًا من أوائل السعوديات اللواتي حصلن على شهادة الدكتوراه، فمن عنيزة في السعودية إلى القاهرة عاصمة العلم في المنطقة العربية قدمت ثريا للدراسة والبحث فأبلت بلاءً حسنًا.
الدراسة والتخرج
في السابعة من عمرها أرسلها والدها، الحريص على أن تتلقى ابنته العلوم والمعارف العصرية، إلى بيروت حيث التحقت فيها بمدرسة داخلية، ومن بيروت سافرت إلى القاهرة فدرست هناك مراحل الدراسة الابتدائية والثانوية ثم التحقت بكلية الآداب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة فحصلت منها على ليسانس الأدب العربي عام 1966، وفي العام التالي حصلت على منحة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي لاستكمال تحصيلها العالي، فسافرت إلى الولايات المتحدة في مطلع ذلك العام، واستمرت المنحة إلى أن نالت شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم الأنثروبولوجيا.
اقرأ أيضًا..
رحلة الدكتوراه
حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ما فتح أمامها الآفاق لمسيرة طويلة في البحث والعمل في الجامعات الأمريكية والعربية والسعودية قادتها إلى الشهرة في مجال تخصصها الأنثروبولوجي وثرت المكتبة العربية بعدة مؤلفات حول "الإسلام، والبدو، والمستوطنين، ومجاهل الصحراء العربية، وتاريخ القبائل العربية وهجراتها، والتنمية الاجتماعية في مصر ودول الخليج العربية، وأثر اكتشاف النفط على حياة مجتمعات شبه الجزيرة العربية"، وغيرها.
حياتها العملية
عملت "ثريا" بعد حصوله على الدكتوراه في التدريس بجامعة هارفارد، وجامعة لوس أنجلوس وجامعة جورج تاون وجامعة بنسلفانيا وغيرها من الجامعات الأمريكية المرموقة، أما في وطنها فقد تولت التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة الملك سعود بالرياض، كما تولت تدريس علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة اللبنانية ببيروت، ناهيك عن التدريس في الجامعة التي انطلقت منها وهي الجامعة الأمريكية في القاهرة حيث عاشت جل حياتها.
يا ساكني مطروح
وما بين هذا وذاك تمكنت من وضع أول دراسة أنثروبولوجية اجتماعية عن مدينة عنيزة بعنوان "عنيزة: التنمية والتغيير في مدينة نجدية عربية"، و"جدة: أم الرخاء والشدة"،
على وقع أغنية ليلى مراد الشهيرة "يا ساكني مطروح جنية في بحركم.. الناس تيجي وتروح وأنا عاشقة حيكم"، لم تنس الدكتورة ثريا التركي، مصر البلد الذي علمها في بداياتها وتشكل فيه وعيها وعاشت فيه جلّ حياتها، فأولته جزءًا من جهودها البحثية والتي تجلت في كتاب بالإنجليزية ألفته مع دونالد باول كول تحت عنوان "أهل مطروح: البدو والمستوطنون والذين يقضون العطلات"، تناولت خلاله التركيب الديموغرافي والنشاط البشري لسكان مرسى مطروح من البدو الذين يختلفون عن المجموعات السكانية الأخرى لكنهم يشتركون في الزي والأعراف.