المرأة المسترجلة...ظاهرة
"البنت المسترجلة".. خطر يهدد المجتمع المصري.. وخبراء: التحرش السبب
الخميس 10/ديسمبر/2020 - 09:23 م
ميادة فتحي
لوحظ في السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة على مجتمعنا، وهي ما عُرفت بـ" البنت المسترجلة"، ففي بعض الأحيان لم يعُد بوسعنا التفريق بين الجنسيْن في الشارع، فالمرأة المُسترجلة، أصبحت نسخة طبق الأصل من الرجل، وهناك أسباب طبية ونفسية واجتماعية وراء ذلك.
موقع" هير نيوز" يستعرض الأسباب التي جعلت" الفتاة أو الزوجة"، مسترجلة من خلال استطلاع رأي بعض الفتيات والحديث مع متخصصين في الشأن الأسري:
تقول آية رمضان، طالبة جامعية في كلية الطب، إن ظارهة الفتاة المسترجلة، ظاهرة مزعجة، فنرى البنت تتصرف في الشارع وكأنها رجل، فضلًا عن ملابسها التي تشبه الرجال، وهنا لا أتحدث عمن يرتدين "البنطال والبلوزة"، لكن هناك نوعية من الفتيات، يرتدين ملابس تشبه الرجال تمامًا، وهذا مخالف لكل الأعراف المجتمعية.
ترى علا إبراهيم، موظفة، أن المجتمع هو من فرض على الفتيات صفة" مسترجلة"، فالبنت التي تتحرج من مواجهة التحرش مثلًا تعيش بذنب أنها لم تستطع الحصول على حقها طوال حياتها ما يسبب لها مشاكل نفسية كبيرة، لكن البنت القوية التي تتصرف كالرجل في المواقف مثلا عندما تواجه التحرش، هي البنت التي تستطيع الحصول على حقها،" بيقولوا عليها مسترجلة علشان قوية".
تضيف عائشة على، أن بعض البنات يسترجلن للتعايش مع مجتمع ذكوري، مما جعل بعض الرجال ينظر للمرأة أو الفتاة نظرة سيئة، وتعتقد بعض الفتيات المطلقات أو الأرامل، أن البنت إن لم تكن قوية و"مسترجلة" لا تستطيع التعايش بسبب نظرة المجتمع لها، فهو من فرض على المرأة بشكل عام أن تكون "مسترجلة".
الأسباب الطبية والهرمونات
تقول الدكتورة هالة الجمل، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن هناك أسبابًا طبية، فهناك بعض النساء يحملن هرمونات ذكورية ولا يعرفن، وهناك آخريات وُلدن بأعضاء تناسلية ذكورية، لذلك نرى عمليات التحول الجنسي، مضيفة أنه في بعض الأوقات يحدث خللا بهرمون الأستروجين المسئول عن ظهور الصفات الأنثوية بجسد الأنثى، فتشعر الفتاة وكأنها ذكر.
أسباب اجتماعية ونفسية
تقول الدكتورة إيمان محمد، استشاري علاقات زوجية، إن هناك العديد من الأسباب جعلت الفتيات يتعمدن التشبه بالرجال، منها مثلًا موروثات اجتماعية كمعاملة الوالدين للفتاة منذ صغرها على أنها ذكر، أو نشأتها في وسط ذكوري، كما أنها تعيش اضطرابًا نفسيًا مثلًا أو أن والديها اختار لها ألعابا ذكورية عنيفة منذ صغرها.
تضيف محمد، أن الاختلاط بين الفتيات والذكور منذ الصغر، يجعل الفتاة تفرز هرمون "التسترون" الذكوري لا إراديًا، خاصة في حال معاملتها منذ صغرها كالولد، فيقلدن تصرفات الرجال، أو بسبب تعرضهن لمواقف عنيفة جعلتهن يسترجلن، كالاغتصاب أو التحرش الجسدي أو اللفظي، أو أنهن يسترجلن لحماية أنفسهن من الخارجين في المجتمع من الذكور.
من جانبها تضع أسماء بدوي، مدربة أنوثة، روشتة للتعامل مع البنت المسترجلة وكيف تعود لطبيعتها، حيث تقول إن هناك مراكز تدرب الفتاة على كيفية حب نفسها، وهو الطريق لعودة البنت المسترجلة، يجب إظهار مشاعرها وأنوثتها، عن طريق الفضفضة مع متخصصين، حيث إن الفتاة المسترجلة تعاني فعلًا من عدم التعايش والتأقلم ولا إراديًا تفتقد مشاعر الأنوثة.
وتضيف أسماء أن "ظاهرة البنت المسترجلة خطر على المجتمع، وعليه أن يواجهها من خلال إعادة تأهيل تلك الفتيات أو النساء، لا بالتنمر ولا الإساءة والإنكار، فعلى الدولة إنشاء مراكز أسرية متخصصة، وتفعيل دور تلك المراكز والبحث عن الفتيات المسترجلات، فضلا عن تقويم السلوك وبحث الأسباب، فكثير من الفتيات اللاتي يعانين من التصرفات الذكورية، هن ضعيفات من الداخل، وفقدن الثقة بأنفسهن نتيجة تعرضهن لمواقف عنيفة، فعلينا إعادة الثقة لهن أولًا وعلاجهن من الآثار والتشوهات.