الداعيتان.. خديجة وأم سلمة
الأربعاء 21/أبريل/2021 - 01:53 م
وسام شريف
واصلت الدكتورة حنان مختار، الواعظة بوزارة الأوقاف الحاصلة على الدكتوراه في الفقه الإسلامي، تقديم حلقات "هي" للتعرف على نماذج مشرفة للمرأة دعويا واقتصاديا وسياسيا وتعليميا وحربيا.
وتناولت في حلقة اليوم نموذجين رائدين من الناحية الدعوية هما السيدة خديجة بنت خويلد والسيدة أم سلمة رضي الله عنهما فتقول:
نستطيع أن نفهم الموقع الرائد والفعّال للمرأة على المستوى الدعوي الذي شغلته في حياة الأنبياء، وذلك يتمثل في نموذج السيدة خديجة بنت خويلد، فمن رجاحة عقلها المسارعة إلي الإيمان بالله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – فكانت أول من آمن من الرجال والنساء وآزرت النبي – صلى الله عليه وسلم – بمالها، وفرغته لجهد الدين والدعوة إلي الله – عز وجل- وما فعلته من تأمين دخول الأغذية لشعب أبي طالب عن طريق حكيم بن حِزَامٍ "وَمَعَهُ غُلامٌ يَحْمِلُ قَمْحًا يُرِيدُ بِهِ عَمَّتَهُ خَدِيجَةَ، وَهِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْبِ، فَتَعَلَّقَ بِهِ (أبو جهل).
وَقَالَ: أَتَذْهَبُ بِالطَّعَامِ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ طَعَامٌ كَانَ لِعَمَّتِهِ عِنْدَهُ، أَفَتَمْنَعُهُ أَنْ يَأْتِيَهَا بِطَعَامِهَا خَلِّ سَبِيلَ الرَّجُلِ، فَأَبَى أَبُو جَهْلٍ حَتَّى نَالَ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فَأَخَذَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ لَحْيَ بَعِيرٍ فَضَرَبَهُ بِهِ فَشَجَّهُ وَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا".
وكان ذلك الحصار الاقتصادي والاجتماعي لبواكير المجتمع الإسلامي أصدق دليل على دورها الفعال في النشاط الدعوي وتأمينه.
دعوة غير مباشرة
وفي مجال الدعوة غير المباشرة هناك من أرست دعائم ظلت لها الفضل في الحفاظ على بيضة الدين ومن أمثلتهن السيدة أم سلمة (رضي الله عنها) بإشارتها علي النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم الحديبية أن يحلق رأسه وينحر هديه، بعد ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالنحر والحلق في الحديبية، فلم يقم منهم أحد، وكادوا يهلكوا من عدم طاعتهم له –صلى الله عليه وسلم - وما كان يستتبع من ذلك من أغوار تاريخية لها من الأثر السلبي على تاريخ أمتنا.
فدخل النبي – صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: (يا نبي الله! أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وأطاعوا.
ويعلم عنها أن أسلم على يديها كثير من النساء بالمدينة.