الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«خطيبة النساء» أسماء بنت يزيد.. روت 81 حديثًا ونزل في حقها آيات من القرآن

الثلاثاء 13/أبريل/2021 - 10:55 م
هير نيوز

في شبه جزيرة العرب، ذاع صيت النبي الأمين، الذي أوحي إليه من عند ربه، وراح يدعو الناس إلى التوحيد، فانقسم الناس بين مؤيد ومعارض، حيث صادفت الدعوة الوليدة قلوبًا رقيقة فآمن أصحابها، بينما بقي غلاظ القلوب معتنقين ما وجدوا عليه آباءهم.

بعض النسوة في مكة، رُحن يتناقلن أخبار النبي المرسَل، وأجمعن أمرهن على مبايعته لما عهدنَه فيه من صدق وأمانة، فهو سليل قريش أشراف مكة، ولم يُعرف عنه سوى الصدق والأمانة وحسن الخلق، فراحت تتقصى أخبار هذا الدين الجديد حتى صادفت مصعب بن عمير فأسلمت على يديه ثم انطلقت لتشهر إسلامها أمام النبي صلى الله عليه وسلم.





سفيرة النساء

فأوفدت النسوة إليه إحداهن، تنظر ماذا يجب عليهن لاعتناق هذا الدين الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحفظ للمرأة مكانتها ويرفع قدرها ويُعظّم منزلتها، فانطلقت الموفدة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس، لتكون أول من بايع الرسول صلى الله عليه وسلم، فوقفت بين يديه وقالت «أشهد ألّا إله إلا الله.. وأنك رسول الله»، فسُر النبي وبدأ في تلقينها أولى قواعد الإيمان.

بلاغة

ومضت تُبلغ النسوة بالدين الجديد، حتى آمن به عدد غير قليل منهن، وحدث أن أتت «أسماء»، النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بين أصحابه فقالت: «بأبي وأمي أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك، وإنّا معشر النساء محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعدُ بيوتكم ومَقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟».

ثناء

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وقال: «هل سمعتم مقالة امرأة قَط أحسن من مسائلتها في أمر دينها من هذه؟».

فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: «افهمي، أيتها المرأة، وأَعْلِمي مَن خلفك من النساء أنّ حُسْنَ تبعُّلِ المرأة لزوجها وطلَبها مرضاته واتباعَها موافقته يَعْدِل ذلك كلّه».

فانصرفت مسرورة منشرحة الصدر هانئة الفؤاد، إذ أصبحت موفد النبي صلى الله عليه وسلم نفسه إلى غيرها من النساء، وأطلق عليها الناس منذ ذلك اليوم لقب «خطيبة النساء».

صبر

وفي غزوات النبي، لتوسيع رقعة الفتوحات الإسلامية، كان الرجال من أسرة أسماء سباقين إلى المشاركة، وحدث أن قفل النبي راجعا من غزوة بدر، وقد سبقه المنادي يبشر أهل الحي بقدومه، ومعه قائمة بأسماء الشهداء والجرحى، كان من بينهم أباها وعمها وأخاها، ثلاثة شهداء من أهلها، لم تأبه بما جرى لهم لكنها راحت تسأل المارة «هل النبي بخير»؟!.

وخرجت تستقبل النبي وصحبه المظّفرين على مشارف مكة، وعندما راته تهلل وجهها بشرا وفرحا وقالت: «:كل مصيبة بعدك هينة يا رسول الله»، وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية، وشاركت في بيعة الرضوان.

فلما كانت السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك وكانت تشارك مع النساء في سِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام، ومن قصص شجاعتها أنها اقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها 9 من جنودهم، وروت عن النبي 81 حديثًا، وروى عنها الكثيرون من أَجِلاّء التابعين، وغيرهم.

ولعل أسماء من النساء القليلات اللائي نزل بحقهن آيات من القرآن، إذ حدث أن طُلقت من زوجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوء»، لتصبح أول معتدّة في الإسلام.

اقرأ أيضًا.«الإفتاء» توضح حُكم خلع الأسنان في نهار رمضان



ads