أسباب شعور المرأة بالاكتئاب بعد الزواج
الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 03:03 م
فاطمة إبراهيم
تشير دراسات إلى أن واحدة من أصل عشر نساء تعاني من اكتئاب بعد الزواج، وهنا يتوجب النظر إلى مسببات تلك الحالة، حيث يقول دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن حالة الكآبة والحزن التي قد تشعر بها بعض السيدات بعد الزواج، تأتي من عدم التكيف مع الظروف الجديدة، وعدم الرضا، حيث إن بعضهن تكون لديهن تخيلات بأنها ستكون في نعيم دائم عندما تتزوج، كما أنهن قد يتفاجأن بتصرفات أو صفات بأزواجهن لم يكن على علم بها في السابق.
ويرجع دكتور "فرويز" ذلك لعدم وجود شفافية وصراحة تامة من الطرفين في بداية بعض العلاقات، بالإضافة إلى تغاضي بعض النساء عن عيوب شركاء حياتهن قد تؤثر على العلاقة فيما بعد.
وتابع دكتور "فرويز": أن استمرار تلك الحالة لمدة طويلة من عدمه يعتمد على شخصية كل سيدة، فهناك من لديهن نضج كافٍ للتكيف مع الأوضاع الجديدة بشكل سريع، والقدرة على فهم تلك المشكلات التي قد تواجهها في الفترة الأولى من الزواج والتعامل معها بشكل سليم.
وهناك بعض السيدات لا يستطعن إدراك كيفية التعامل مع تلك الأوضاع الجديدة، وبالتالي هذا يساهم في استمرار المشكلات، وشعورها بالكآبة لفترة أطول.
وفي هذا الصدد، تقول دكتور رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، إن المرأة دائما ما تكون أكثر عرضة للاكتئاب نتيجة تكوينها الفسيولوجي المختلف عن الرجل، كما أن طبيعة التربية للفتيات تكون على الأغلب بها نوع من الخوف الشديد عليهن من قبل الأهل، وعدم إتاحة الفرصة لهن للاعتماد الكامل على أنفسهن.
وأشارت دكتور "رحاب"، إلى أن أسباب حدوث الإكتئاب بعد الزواج هو الخروج من دائرة الخيال والاصطدام بالواقع، حيث إن بعض الفتيات قبل الزواج ترسم صورة عن الحياة الزوجية نابعة من الأفلام، موضحة أن الابتعاد عن الأهل، خاصة المتزوجات بمدن بعيدة عن أسرتهن يأتي كسبب من أسباب المرور بهذه الحالة.
وأشارت إلى أن هذا الشعور بالاكتئاب لدى حديثات الزواج لا يزيد عن أسبوعين على الأكثر، وفي حالة استمراره لأكثر من تلك المدة يكون ذلك عائدًا إلى الشعور بالصدمة، وفي بعض الحالات يكون ناتجًا عن مشكلة أساسية أخرى، مثل إجبار الفتاة على ذلك الزواج من البداية.
وتابعت أنه في حالات الزواج الطبيعية يكون التواجد الإيجابي للزوج والعمل على خلق شعور بالأمان لدى الزوجة مهم لتخطي هذه المرحلة، وأكدت أنه من الضروري العمل على إيجاد أنشطة مشتركة لكسر حالة الملل والرتابة التي قد تصيب العلاقة، كما أن حضور الجلسات الخاصة بالمقبلين على الزواج تساعدهم على فهم المشاعر المتضاربة، والتأكيد أن الزواج ليس علاقة عابرة بل شركة مؤسسية يجب أن تقام لها قواعد صلبة وأساسية.