المرأة الحديدية.. مديرة إدارة التعاقدات بالجيزة سيدة متعددة المهام
الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 03:05 م
خديجة العادلى
داليا تحسين عبدالرحمن، مدير إدارة التعاقدات بمحافظة الجيزة، لقبت بين زملائها في العمل "سيدة متعددة المهام" وذلك لأنها في الوقت الذي تدير فيه إدارة التعاقدات متعددة المهام، هي أيضًا تتابع شئون أسرتها (زوجها وأولادها)، وتحقق نجاحًا في المجالين في وقت واحد، حيث إن استمرارها في المنصب لسنوات هو دليل على نجاحها في الأولى، والتحاق نجلها الأول بكلية من كليات القمة، وهي كلية الهندسة، هو دليل على نجاحها في الثانية، وعدم اهمالها، برغم انغماسها في العمل أغلب ساعات اليوم.
تؤمن "تحسين" بأنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في المنصب القيادي فهي أو هو يتقن فن الإدارة، بل أن السيدة تتمتع بالصبر، والمثابرة، ولا تمل من البقاء في مكتبها لساعات طويلة، وأيضًا تسطيع أن تنزل الأماكن التي بها مزادات وتحدد الأسعار السائدة في هذه المنطقة، وتحقق المعادلة الصعبة، وهي الحفاظ على أموال الدولة، وتحقيق الواقعية في الأسعار في الوقت نفسه، وهي تستطيع اختيار العناصر التي تشارك فى اللجان، وتستطيع التعامل مع المحافظ واعتماد اللجنة منه، وتستطيع القيام بكل هذه المهام، طالما توافرت الخبرة لديها، حيث إنها لديها خبرة 16 عامًا أهلتها لفهم وإدراك كل صغيرة وكبيرة فى العمل.
برغم إنها سيدة يعتمد عملها على الحسابات، فأنها لا تحسب وقتًا للعمل، فهي تستمر فيه، حتى تعطيه حقه، وتشعر وقتها براحة كبيرة، وتحضر نفسها للدخول في مهمة أخرى، ولأن المبادئ لا تتجزأ، فهي تكرر نفس السلوك بداخل منزلها، ومع أسرتها الصغيرة المكونة من ولدين، وزوج، حيث تساعد ابنيها فى استذكار دروسهما، لا تضع وقت معينًا، وإنما تستمر معهما حتى يتفهما دروسها ويلما بجميع التفاصيل، وتخشى أن تترك جزئية، ويفاجىء ابنها بسؤال منها فى الامتحان، وكان ذلك هو أحد الأسباب التى أهلت ابنها الأكبر للالتحاق بكلية الهندسة، وتفوق الابن الثانى.
تؤمن "تحسين" بأهمية متابعة الأبناء، ومعرفة أصحابهم، ومصادقتهم، ومتابعة الزوج أيضًا، مؤكدة على أن زوجها هو السبب في نجاحها، لأنه تحمل منذ بداية تعيينها في عام 2004 تأخيرها في العمل للساعة السادسة مساء، بل وفضل أن يحضر دراسات عليا، ليكتمل تفوق الأسرة ككل.
قالت "تحسين" لـ "هير نيوز": "أنا أشعر بسعادة كبيرة، عندما أنجح في جلب اعتمادات مالية سواء من داخل المحافظة، أو من الوزارة، ولكن السعادة الكبيرة، عندما انمى بين العاملين مبدأ ترشيد الإنفاق كمنهج حياة، والتعامل مع مال الدولة، وكأنه مال الخاص، يجب المحافظة عليه، وعدم إضاعته فيما لا يفيد، وسر نجاحي مواكبة أي جديد في مجال التعاقدات أو الماليات، فأنا اطلع على أي منشور وأي كتب دورية جديدة وأي أبحاث جديدة، فأنا شغوفة بعملي، ومهتمة بشأن تجويده وتحسينه باستمرار".
وأوضحت مدير إدارة التعاقدات بالجيزة، معنى عدم وجود فرق بين الرجل والمرآة في مجال العمل، في أنها على سبيل المثال تعمل أغلب ساعات اليوم، ويطلب منها بعض الملفات بعد عودتها إلى بيتها، وأثناء يوم الإجازة، ولا تقصر في العمل، وتؤديه على حد قولها أول بأول، وتواصل العمل برغم أي ظروف تمر بها البلاد، أو أى وباء ينتشر فيها، حيث في أثناء الموجة الأولى الشديدة، ووقت ذروتها، كانت تحضر كل يوم للعمل، وتعتبر أنه واجب وطني لا يليق بأي حال من الأحوال التقصير فيه، أو التأخر عن أدائه.
واجهت "مدير إدارة التعاقدات بالجيزة" عددًا من الصعوبات جاء على رأسها، حجم العمل نفسه، الذي وصفته بالكبير حيث عليها أن توفر اعتمادات مالية لمشروعات كبيرة، وعليها تشكيل لجان واعتمادها من المحافظ، وعليها النزول ميدانيًا لتحديد أسعار كل منطقة عند تأجير أى من ممتلكات المحافظة، وعددًا من المهام التى يتطلب عملها وقتا وجهدًا كبيرين، مؤكدة على أنها تغلبت على الصعوبات، عن طريق توزيع المهام وإسنادها لكل أعضاء الإدارة ومتابعتها كل يوم، وتذليل أي عقبات تقف أمامهم أو تعرقل مسيرة العمل.
ووجهت "مدير إدارة التعاقدات بالجيزة" رسالة لجميع السيدات العاملات قالت فيها: "نظم عملك وضعي أولويات للعمل، احرصن على الاهتمام بأبنائكم وبنشاطهم الرياضي، ومعرفة كل شىء عنهم، لا تؤجل عملك، وقومي بإنجاز عملك أول بأول، خططي ونظمي عملك، تحلي بالصبر والمثابرة، تذكري دائمًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا".