الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«فرحانة السيناوية».. تخفّت في زي تاجرة وفجرت قطار الاحتلال

الأربعاء 07/أبريل/2021 - 10:35 م
فرحانة السيناوية
فرحانة السيناوية

في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، يقف الشيخ حسين سلامة أبو رياش خارج خيمته، يقطع المسافة إيابًا وذهابًا يأكله القلق في انتظار البشير، حيث تجتمع النسوة داخل الخيمة حول زوجته التي فاجأها المخاض.

مرت ساعة.. ساعتان.. ثلاث.. قبل أن تخرج إحداهن، هاتفة: أبشر ياشيخ، جاءك بنت، فسجد لله شكرًا، وقام من سجدته ليهتف: فرحانة إن شاء الله.. سأسميها "فرحانة".

وقضت "فرحانة" طفولة غير عادية، إذ كانت تصحب أباها في كل مكان يذهب إليه، تسأله عن كل شيء فيجيب بأقصى درجات الصدق والوضوح، حتى سألته ذات يومٍ، من هؤلاء الجنود الذين يتنطقون بالأسلحة ويفتشون الرائح والغادي؟، فأجابها إنهم محتلون.

كبرت الفتاة، وكبر معها كرهها للاحتلال والمحتلين الذين يضيقون عليهم ويغيرون على خيامهم وينتهكون حرمتها بحثًا عن مناضلين وفدائيين.

ذكاء الفتاة وحسن تصرفها، دفعها لبيع الأقمشة كستار لنشاطاتها الفدائي، وزاد من تشبثها بالعمل مع المنظمة إجبار أسرتها على الهجرة من أرضهم بسبب تضييق الاحتلال الإسرائيلي، وتم تدريبها مع مجموعة من أبناء القبائل السيناوية على حمل القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل والمعلومات لتكون حلقة وصل بين القيادة وعناصر المنظمة كانت تسافر بتصريح من الصليب الأحمر من سيناء الواقعة تحت الاحتلال وتعبر غرب القناة.

وبعد حرب 1967 هاجرت مع زوجها وأقاما في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، ثم هاجرت إلى مديرية التحرير بالبحيرة وكان لهذه الهجرات دور في صقل خبرتها في مجال تجارة الملبوسات البدوية والأقمشة.

حطت الأسرة المُهجّرة قسرًا رحالها، فيما واصلت الفتاة الثلاثينية عملها النضالي متخفية تحت ستار تجارة الأقمشة، محققة في كل يوم نجاحًا جديدًا في نقل كافة المعلومات حول تحركات المحتل على أرض سيناء، وأصبح لديها سجلًا حافلًا من العمليات الفدائية السرية التي ساهمت في كشف مناطق تمركز العدو، حتى تحقق النصر في عام 1973.

عندما حطت الحرب أوزارها، وبدأت مصر عهدًا جديدًا خاليًا من الاحتلال، كرمها الرئيس الراحل أنور السادات بمنحها نوط الامتياز تقديرا على جهودها في خدمة القوات المسلحة، والعمل ضمن كتائب الفدائيين أبناء سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضا.. فيوسا عثماني.. أستاذة القانون تفوز بكرسي الرئاسة في كوسوفو


وكان أول عمل فدائي نفذته "فرحانة" هو استهداف سيارات العدو بعبوات ناسفة، وتفجير قطار العريش، بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذي كان محملًا ببضائع لخدمة الجيش الإسرائيلي وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين.

وقبل أسابيع كرم الرئيس السيسي المجاهدة "فرحانة" التي عبرت عن سعادتها بالتكريم الذي يأتي من أحد أبناء مصر البارين، مؤكدة أن عمرها تجاوز المائة عام وتحمد الله أنها بصحة وعافية وتستطيع بها أن تدبر احتياجاتها، ولا تريد شيئا من الدنيا، وكل ما تقوله وصية للأبناء الصغار، أن يضعوا مصر أمام أعينهم وتابعت "مصر دولة قوية والأعداء يريدونها ضعيفة ولكن الله يحميها ورجالها من الجيش هم درع وأمان لها".

وتشغل المجاهدة "فرحانة" نفسها بحرفة التطريز البدوية الشهيرة وتقوم بالتطريز على القماش وترسم كلمات من الخيوط تحمل عبارات "اللهم صلى على النبى"، "الحمدلله"، وعبارات وطنية على قطع قماش تهديها للشباب عند حضورها لزيارتها وتحمل كلمات "تحيا مصر".

 
السيدة فرحانة السيناوية

ads