د. أماني البرت تكتب: السيدات أولاًُ
كثيرًا ما نسمع أو نردد عبارة "السيدات أولًا".. Ladies First.. ويستخدمها كثيرًا من الرجال تقديمًا للمرأة للمرور قبلهم من الباب أو دخول المصعد، ولكن دون أن نعرف قصة هذه العبارة.
يقال إن العبارة ارتبطت في العصور الأولى، وخاصة ألمانيا حينما كانت الحيوانات المفترسة تأتي لتهاجم القبيلة، فكان الرجال حينما يسمعون أصوات الحيوانات المفترسة قادمة يطلبون من النساء الخروج أولًا، لإلهاء الحيوانات ليقوموا هم بمهاجمتهم من الخلف.
فيما أكد البعض أن أول استخدام كان في القرن الثامن عشر الميلادي في إيطاليا، حينما أحب شاب غني فتاة من أسرة فقيرة، وقرر الزواج بها فواجه الأمر اعتراضًا كبيرًا من كل أفراد أسرته نظرًا لفارق الطبقة الاجتماعية، وبعد محاولات كثيرة باءت بالفشل، اتفقا - الشاب والفتاة على أن يموتا معًا طالما لم يتمكنا من العيش معًا، فالتقيا في مكان وموعد محدد، وكان المكان جبل مرتفع وقررا الإنتحار بالقفز من فوقه.
وعندما قررت الفتاة القفز أولًا منعها الشاب لأنه لن يستطيع رؤيتها وهى تموت، فقفز هو وما إن رأت الفتاة المنظر حتى ارتعبت وتراجعت عن الفكرة ورجعت قريتها ثم مرت الأيام، وتزوجت بغيره وعاشت حياتها، وبعدها انتشرت عبارة "السيدات أولًا" لتأكيد ضرورة تقديم السيدات في القيام بالأعمال الخطيرة.
ولكن مع تطور علم وفن الإتيكيت، وفي ظل مدارس وكتب الإتيكيت المختلفة ترتبط عبارة "السيدات أولا" بعبارات المجاملة فتقديم المرأة يعتبر من اللياقة بأن يعطي الرجل الأسبقية للسيدة في الدخول من الأبواب أو في ركوب السيارة أو في طلب الطعام في مطعم.
ولكن هناك استثناء يكون فيه "الرجال أولًا" حينما يكون الأمر خطيرًا أو يحتاج تحمل مسئولية كبيرة، "فالرجال أولًا" حينما يتقدم الرجل عن المرأة عند الدخول لمكان مجهول أو غير معروف لحمايتها من أي خطر محتمل، و"الرجال أولًا" عند نزول السلم لحمايتها إذا تعرضت للسقوط.
و"الرجال أولًا" عند استقلال سيارة أو النزول منها ليفتح الباب للسيدة المصاحبة له، و"الرجال أولًا" عند مائدة الطعام إذ يسبق الرجل بخطوات لجذب المقعد فتجلس المرأة عليه.
د. أماني البرت.. المستشار الإعلامي لجامعة بني سويف ووكيل كلية الإعلام