النائبة هبة هجرس.. صانعة السياسات الاجتماعية لذوي الهمم

الإثنين 07/ديسمبر/2020 - 12:10 م

رضا يوسف

- اختارها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمشاركة في وضع الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة لمملكة البحرين

- عملت استشاري فني وعضو أساسي في فريق عمل والإدارة في مجال الإعاقة لهيئة إنقاذ الطفولة بإنجلترا

- ساهمت في وضع الكود المصري لتصميم الفراغات الخارجية والمباني لاستخدام المعاقين تحت رعاية وزارة الإسكان

- رغم إعاقتها صارت من أشهر مصممات الأزياء بعد تخصصها في إحياء ونشر الزي التراثي المصري "الجلابية" لتقبل عليه سيدات المجتمع الراقي

هبة هجرس، عضو مجلس النواب والأمين العام السابق للمجلس القومي لذوي الهمم، تعد نموجًا للتحدي والإصرار والعزيمة وقوة الإرادة استطاعت أن تعزف على أوتار الروح الوثابة العصيّة على الاندحار، ونجحت في أن تعطي درسًا للأشخاص من ذوي الهمم أو من يمتلكون أجسادًا سليمة لتؤكد أنه لا شيء مستحيل و"لا يأس مع الحياة"..

ولدت هبة هجرس عام 1960، حصلت على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة 2010، وعلى درجة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1998 ورشحت عن رسالتها لجائزة ويزنر العالمية في العلوم الاجتماعية، إلى جانب حصولها على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع مرتبة شرف العليا 1982.

وبدأت هجرس في تخطيط مستقبلها منذ أن كانت في الصف الثالث الثانوي حيث خططت إلى دخول الجامعة، وفي تلك الفترة اتضح لها أن أنسب مستوى تعليمي يسمح لها بتحقيق أحلامها، هو الانتساب إلى الجامعة الأمريكية، واجتازت الثانوية العامة وكورسات اللغة، مما أدى إلى قبولها في الجامعة الأمريكية قسم إدارة الأعمال، وأقامت والدة "هبة" مشروعًا تقضي فيه جزءًا من وقتها ويدر عليها بعض الدخل، فكان المشروع عبارة عن متجر في منطقة التحرير في وسط القاهرة، يهتم ببيع الهدايا والملابس، ومن هنا كانت بداية دراستها لتصميم الأزياء وكذلك الفن التشكيلي وتصميم المصاغ والإكسسوارات التي تعتبرها جزءا من الأزياء، فجمعت بين فنون عالم الأزياء والموضات العالمية، جنبًا إلى جنب مع مهارات الدفاع عن فئات ذوي الهمم.

أما عن عملها في مجال ذوي الهمم، عملت على دراسات مستفيضة في مجال الإعاقة حيث استطاعت أن تنال الماجستير، وهذا جعلها تواصل المشوار لعمل دراسات عليـا في الإعاقة، وفي عام 2010 حصلت على الدكتوراه من جامعة ليدز، بالإضافة إلى دارسة علم الإنسان من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1998، ومثلت المرأة المعاقة في مجلس المنظمة العربية للمعاقين لعشر سنوات متتابعة، من عام 1998 وحتى عام 2008، وكانت المنسق الرئيسي في صياغة الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الهمم في مصر، ثم ترشحت عن الكتلة المصرية لعضوية مجلس الشعب في عام 2011، وكانت عضو فاعل في العديد من الشبكات واللجان المهتمة بشؤون ذوي الإعاقة في مصر منها شبكة التعليم الدمجي وشبكة دعم حقوق الأشخاص المعاقين، ومثلت المرأة المعاقة في مجلس "المنظمة العربية للمعاقين" لعشر سنوات متتالية.

نجحت رغم إعاقتها الحركية في أن تصبح خلال السنوات الأخيرة واحدة من أشهر مصممات الأزياء، بعد أن تخصصت في إحياء ونشر الزي التراثي المصري "الجلابية" لتقبل عليه الكثير من سيدات المجتمع الراقي، ليس في مصر فحسب، وإنما في مختلف بلدان العالم العربي، وكانت هبة، من بين النساء ذوات الهمم اللاتي شاركن في صياغة مسودة المادة 7 عن المرأة ذات الإعاقة في الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد اختارها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمشاركة في وضع الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة لمملكة البحرين.

وتعمل هجرس خبيرة في رسم السياسات الاجتماعية والاستراتيجيات الخاصة بذوي الهمم، وتعاونت مع العديد من المنظمات الدولية على المستوى الإقليمي أبرزها منظمات الأمم المتحدة المختلفة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" ومنظمة العمل الدولية "ILO" ومنظمة بلان مصر ومنظمة العمل العربية "ALO" والاسكوا "ESCWA"، وتشغل منصب رئيس لجنة تطوير وتنمية مجال الإعاقة في وزارة التضامن الاجتماعي.

درّبت هجرس العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لتمكينهم من المناداة بقضاياهم بالمفاهيم والطرق الصحيحة كما ساعدت على خلق قيادات من شباب ذوي الإعاقة لخدمة القضية، وعملت على تمكين المرأة ذات الإعاقة من حقوقها أولا كامرأة وثانيًّا كشخص ذي إعاقة حتى تكون قادرة على المطالبة بحقوقها، كما شاركت في كتابة مسودة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كممثلة للمجتمع المدني العربي، كما كانت واحدة من النساء ذوات الإعاقة اللاتي شاركن في صياغة مسودة المادة 6 في الاتفاقية بنيويورك، وكان لها دور بارز في صياغة مسودة قانون حقوق الأشخاص المعاقين المصري في عام 2010.

كما شاركت في تكوين المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة، لتكون الوجه الآخر للمنظمة الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، كما شاركت في تكوين الاتحادات والتحالفات المناصرة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن دورها المعروف في تمثيل مصر في إعداد الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي صدقت عليها مصر في 2008، وشغلت مناصب عديدة، منها عضو بمجلس النواب 2015، والأمين العام لمجلس شئون الإعاقة سابقا، عضو مجلس إدارة المجلس القومي للمرأة، استشاري دولي في مجال الإعاقة، شاركت الدكتورة هبة هجرس في كتابة مسودة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كممثلة للمجتمع المدني العربي، من بين النساء ذوات الإعاقة التي شاركن في صياغة مسودة المادة 6 في الاتفاقية عن "المرأة ذات الإعاقة" بنيويورك حتى 2007.

عملت استشاريا فنيا وعضوا أساسيًا في فريق عمل والإدارة في مجال الإعاقة لهيئة إنقاذ الطفولة بإنجلترا بصفتها هيئة استشارية في مشروع مبادرات الحماية الاجتماعية، والتي قامت بها وزارة الشئون الاجتماعية والممولة من البنك الدولي، من فترة 31 مارس 2004 إلى 31 مارس 2005، تتضمن ذلك إدارة وتقديم المساندة والدعم لـ 17 مشروعًا للإعاقة لمدة 18 شهرًا، وعضو مجلس إدارة مركز الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة - أحد مشاريع جمعية الرعاية المتكاملة من 1992 إلى 2001، وتعد من أحد الخبراء الذين ساهموا في وضع الكود المصري لتصميم الفراغات الخارجية والمباني لاستخدام المعاقين، تحت رعاية وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومركز بحوث الإسكان والبناء.