الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الدكتورة نسرين جرجس تحذر الأمهات من أخطاء قاتلة في تربية الأطفال.. حوار

الإثنين 22/مارس/2021 - 11:11 ص
هير نيوز

د. نسرين جرجس أستاذ علم النفس بجامعة حلوان: 
العقاب البدني يزيد الطفل عنادا وتشبثا بالرأى ويعلمه العنف والعدوان

الأم والأب مسئولان عن تحلي الطفل بسمة الثقة بالنفس من خلال دعم نجاحاته

حل مشكلة تشاجر الأطفال تحتاج لتطبيق ضوابط ومعايير حاكمة بطريقة عادلة

هذه نصائحي للأمهات لتربية الطفل في البيت بطريقة آمنة جدًا

حذرت الدكتورة نسرين جرجس، أستاذ علم النفس بجامعة حلوان، من أخطاء ترتكبها الأمهات في تربية أولادها، وكشفت عن أهمية دور الذكاء الانفعالي في تربية الأطفال، وأوضحت كيفية تربية الأطفال بشكل سليم وبطريقة تجعلهم واثقين في أنفسهم، وخاليين من العقد النفسية في الكبر.

وأوضحت"نسرين" - في حوار خاص لـ "هير نيوز" - أن العقاب البدني يزيد من عناد الأطفال ويدفعهم للتشبث بالرأي ويعلّمهم العنف والعدوان ويقلل ثقتهم بأنفسهم ويشوش الصورة الذاتية والذهنية عن ذاتهم، وأجابت عن أسئلة كثيرة تدور في أذهان الأمهات بخصوص الأطفال وتربيتهم، فإلى نص الحوار...

ما علاقة الذكاء الانفعالي باستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية؟

يجب أن نتفهم أن الذكاء الانفعالي أهم بكثير من معدل الذكاء الشخصي، وهو يشير إلى سعادة الإنسان وجودة العلاقات التي تربطهُ بالآخرين على مدار السنين، والذكاء الانفعالي عرف في ثلاثينيات القرن الماضي باسم "الذكاء الاجتماعي"، وفي منتصف القرن العشرين كان يطلق عليه "القوة العاطفية"، والآن يطلق عليه في وقتنا الحاضر الذكاء الانفعالي.

والذكاء الانفعالي هو فهم وإدراك العواطف وإدراك الأفعال، أي الوعي الذاتي؛ إذ يجب أن يكون لديك وعي بمشاعرك، وهو إدارة العواطف بشكل جيد، ويجب أن تتفهم كيفية التواصل الجيد مع الآخرين، والذكاء الانفعالي والضغوط النفسية بينهما علاقة وثيقه؛ فالشخص صاحب الذكاء الانفعالي يتعامل مع الضغوط بأساليب مناسبة وبشكل فعال، فإدارة مشاعر الشخص تساعد بشكل كبير على تحديد طريقة الاستجابة تجاه الضغوط في المستقبل.

كما أن الذكاء الانفعالي يؤثر على السلوك والنظرة للحياة؛ فيساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب وفي علاقة طردية وثيقة وهي علاقة طردية موجبة مع النظرة إلى الحياة بإيجابية بشكل كبير.

تحدثي عن أعظم هدية لدي للأطفال (الثقة) وكيف يعطيها الوالدان لأطفالهم؟

رؤيتي لذاتي كيف يرى الطفل ذاته ورؤية الطفل لذاته، عادةً تتكون أو تتبلور من خلال رؤية الآخرين لهم، خاصةً الأم في المراحل المبكرة من حياة الطفل؛ لأن الأم هي الكائن الوحيد الذي يرتبط به الطفل ارتباطًا مباشرًا؛ لأنه يتعامل معه لفترات طويلة ولأنه الانسان الوحيد الذي يقدر على تلبية احتياجات الطفل من (غذاء،  لعب، وتنمية جميع المهارات)

كيف يثق الطفل في نفسه؟

يجب على الأم والأب أن يظهرا الحب والقبول تجاه الطفل، ويجب أن يشترك الطفل في جميع الأنشطة ليثبت كفاءته "ممارسة رياضة،  يلعب على آلة موسيقية"، يقدمان له جميع الأنشطة، ويجب على الأم أن تكتشف مواهبه، فلا يوجد طفل بلا مميزات، ويجب على الأم أن تركز على مميزات الطفل وتنميها، ويمكن أن يكتشف ذلك عندما يشترك الطفل في الأنشطة وينجح ويحقق ذاته، وهنا تبدأ الثقه عنده ويشعر بأنه طفل لديه كفاءة وقدرة على أن يحقق أمور كثيرة، ونجاحه يشعره بالثقة في نفسه، وهذا أمر يحتاج رعاية واهتمام به من جانب الأسرة.

كيف نعود الطفل على المهارات الإيجابية؟

أي سلوك إيجابي أو سلبي يتعلمه الطفل أثناء التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها من والديه عادةً عن طريق المحاكاة، أي مهارة تُعلميها لطفك يجب أن تتوافر لديك المعرفة الجيدة بها، ويجب أن تبحثي عن مرشدين نفسيين وأكاديمين وهكذا.

اقرأ ايضا..
ماجدة نصر: العادات الشرقية تُعيق تمكين المرأة.. أعمل 18 ساعة للتوازن بين أسرتي والجامعة (حوار)

ماذا عن العقاب البدني المنتشر وهل يؤثر على الطفل مستقبلًا؟

العقاب البدني من أخطر أنواع العقاب على الطفل؛ لأنه يزيد الطفل عنادا وتشبثًا بالرأي ويعلم الطفل العنف والعدوان ويقلل ثقة الطفل في نفسه ويشوش الصورة الذاتية والذهنية عن ذاته وتعمل عنده حالة من التناقد الوجداني ويبقى الطفل مشتتًا ويكون في حالة من الارتباك.

كما يؤثر العقاب البدني بشكل كبير على التحصيل الدراسي عند الطفل؛ إذ يقلل مستواه ويؤثر على ذكاءه ويكسبه حالة من التبلد الانفعالي ومشاعره تموت وتذبل وهذا خطر كبير.

والعقاب البدني يؤثر على علاقة الطفل بالآخرين؛ إذ يضعف قدرة الطفل على تكوين علاقات إيجابية ومتعمقة، ويفقد الطفل الكثير من الأمان ويؤدي إلى افتقار الطفل للمهارات الاجتماعية، والعقاب البدني من أخطر العقاب ويجب أن نتجنبه.

ما أفضل طرق العقاب لدى الطفل والتي لا تؤثر سلبيًا عليه؟

أولًا: يجب أن نتجنب العقاب البدني، والطرق التي يجب أن نتعامل بها:
1) سحب امتيازات الطفل، يوجد لديه الحرية في شيء معين ويكون هناك خطأ، مثل: تحصيل درجات دراسية أقل فتسحب الحرية بالتدريج، فمثلًا: نقلل عدد ساعات النت.
2) يصلح ما أفسده، مثل: فوضى في المكان، يرسم على الجدران، تعطي له وقت أن ينظف كل الفوضى، هذا نوع من أنواع العقاب الآمن.
3) تحفيز ذاتي، أبدا في تعريف الطفل بالأشياء التي يجب أن يمارسها والعقاب الناتج عن هذا السلوك، مثل: تقليل عدد ساعات مشاهدة الـTV؛ فهي حالة من التحفيز الذاتي.
4) تعليم الطفل تقديم الاعتذار: أنواع من أنواع العقاب اعتذاره عن شئ أخطأ فيه يتعلم منه أن تصرفه ليس صحيحًا.

في أي مرحلة تقوم الأم بتعليم طفلها السلوكيات الإيجابية؟

الطفل يتعلم السلوكيات الإيجابية بمجرد أن تبدأ قدراته الذهنيه في النمو وبمجرد أن ينتبه ويفهم، أي من 3 سنوات يقدر الطفل أن يتعلم.

ما أبرز الأخطاء التي ترتكبها الأم أو الأب في تربيتهما لأطفالهم وتؤثر في سلوكياتهم طوال حياتهم؟

1) يوجد أمور كثيرة في أساليب التربية تدمر شخصياتهم والنتائج تكون عكسية لدى الوالدين، مثل: المقارنة المستمرة بين أشقاءه والأقارب، لكن لكل طفل قدراته الخاصة وإمكانيات تختلف عن الآخر حتى تونيز يكونوا مختلفين.

2) التدليل الزائد للطفل، يأتي بنتائج عكسية، والحماية والخوف على الطفل يخلقان طفل معتمد على الآخرين، ولا يقدر على اتخاذ قرار، ويجب أن يكون لدى الطفل مساحة من الحرية، والتمييز في المعاملة بين الإخوة يخلق بينهم غيرة وحقد ومشاكل نفسية كبيرة تظهر في الكبر.

كثيرًا ما تشكو الأمهات من أن أولادها لا يسمعون كلامها فكيف نتعامل مع الابن العنيد والشقي؟

العناد عند الأطفال أشكاله متنوعة، وأسباب العند تتنوع، وبالتالي تختلف، ومن أهم أسباب العناد التدليل والتساهل الشديد مع الطفل ومحاكاة وتقليد الوالدين والضغط على الوالدين لتنفيذ الطلبات، فيقوم الطفل بالعناد ليجذب الانتباه، ويلجأ الطفل إلى سلوكيات التعصب والتشبث وأسباب ذلك هو العند.

أولادي يتشاجرون كثيرًا.. شكوى تتكرر على لسان كل أم كيف يكون العلاج؟

هذه أمور طبيعية وللتعامل مع هذه الخلافات يجب أن يكون لدينا معايير وضوابط تحكم السلوكيات، والصغير يحترم الكبير، والكبير لا يتعدى حدوده مع الصغير، ويجب أن يعرف كل واحد حدوده، والمسئول عن كل هذا الأمر يجب أن يكون هناك نظام وضوابط للعقاب ومعروفة لدى الكل، وتطبق عند الغلط، ينبغي أن يكون لدى الأم حزم وشخصية؛ لتتخذ خطوة العقاب السليم والتعامل بكل دقة ليكون الطفل في أمان.

ads