الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

كاميرات المراقبة هوس يستبيحه الناس لفرض الوصاية.. وهذا الحل الأمثل

الأربعاء 17/مارس/2021 - 03:31 م
هير نيوز

باتت كاميرات المراقبة تُشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع، في ظل الإساءات المتكررة من استخدام بعض الأشخاص لها، فبدلًا من أن تكون وسيلة التزام وانضباط وأمان اجتماعي، أصبحت خطرًا حذَّرت منه سهير لطفي، رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر سابقا، ورأت أن الحل الأمثل للتخلص من تلك الخروقات هو ضرورة وضع عقوبات مشددة للحفاظ على الحريات الشخصية التي يستبيحها أولئك الأشخاص، ويفرضون الوصاية عليهم من دون وجه حق.

ميزات كاميرات المراقبة

وأكدت سهير لطفي في البداية على ميزة كاميرات المراقبة ودورها في المجتمع، ودورها في ردع المجرمين وجعلهم في حالة ارتباك وتردد تجاه ارتكاب أي فعل يحاسب عليه القانون، ولكن ظهر مؤخرًا بعد الحالات التي تُسيئ استخدام تلك الأجهزة، ووصلت بهم إلى انتهاك الخصوصية، التي تتسبَّب في تشويه علاقات الناس ببعضهم وتُدخل الحذر الشديد بين الناس في كل التعاملات الحياتية.

اقرأ أيضًا..

أمن الجيزة يكشف لغز سقوط فتاة «إريترية» من الطابق التاسع

هوس المراقبة

وكشفت عن ظهور فئة من الناس أصيبوا بهوس المراقبة، في السر والعلانية، فلم يقتنعوا بحق الآخرين بضرورة معرفة وجود كاميرات مراقبة، فينتهجون ذلك السلوك بصورة سرية، وطالما كان الإنسان يشعر بأن لا أحد يراه فعادة ما تصدر منه تصرفات قد تكون غريبة لا يرغب بأحد أن يراها، مشيرة إلى أنها مرتبطة بسيكولوجية النفس البشرية، وهنا يأتي الاستغلال.

ماذا يحدث مع سن القوانين

وأضحت سهير لطفي أن هناك أيضًا مشكلات حال تم سن عقوبات مشددة على كل من يقوم بتسريب فيديوهات لأشخاص لإلحاق الفضيحة بهم، لارتكابهم فعلًا يتعارض مع أخلاقيات المجتمع فقط، فرأت أن هذه الحالة قد يصعب فيها معاقبة المتهم الحقيقي، خاصة أن هناك الكثير من كاميرات المراقبة بالمتاجر والمنازل والمؤسسات الموجودة بالمكان ذاته، مما يتسبب في وجود جهات تسريب عديدة.

وسيلة ردع

ولأن الرقابة شيء مطلوب ولا غنى عنه، فرأى المؤيدون لها ضرورة إلزام كل من قرر تركيب كاميرة مراقبة من مؤسسة أو محل أو منزل أو أي مكان آخر، بتعريف الناس بوجود كاميرات في المكان.

ورأى المؤيدون أن إعلام الناس بوجود كاميرات يُعد جرس إنذار لكل من يفكر في ارتكاب أي فعل قد يعرضهم للمساءلة، هنا من يرتكب أي فعل فاضح يكون قد اختار خرق القانون عن قصد، وهو الأمر الذي اتفقت معه سهير لطفي، التي أكدت أن التعريف بوجود مراقبة يُعد وسيلة ردع لكل من ينوي القيا بأي فعل غير لائق.

وأضافت "سهير" أن هذا يعد عاملًا قويًا في خفض معدلات الحوادث والجرائم من هذا النوع، كما يساعد على تحقيق الهدف الأساسي اللكاميرات.

مراقبة داخل الأسرة

ومن اللافت أيضًا أن كاميرات المراقبة بات الآباء يستخدمونها داخل البيت لمراقبة أبنائهم وتصرفاتهم حال غيابهم عن المنزل، والذي يُعد أيضًا انتهاكًا للخصوصية، يؤثر سلبًا فيما بعد على شخصية الأبناء ومن ثم على المجتمع ككل، حيث يعكس مثل هذا التصرف الفهم الخاطئ لطريقة استخدام المراقبة.

وأخيرًا يجب التحذير من الفهم الخاطئ لاستخدام كاميرات المراقبة، والاعتماد عليها فقط لتحقيق هدفها الأسمى، والتشديد على ضرورة وضع سلسلة من الضوابط لتحقيق المنفعة المرغوبة منها من دون الاعتداء على حريات الآخرين أو فرض الوصاية على أشخاص آخرين، أو التسبب في نشر الابتزاز والتهديد بفضح الناس.

ads