أستاذ صحة نفسية: بيئة التفاهم أهم سبل خلق أسرة تفيد المجتمع
الإثنين 15/مارس/2021 - 05:24 م
عزة ذكي
قالت الدكتورة سحر حسين عبده، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة المنيا، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وهي المسؤولة عن التربية بجميع أنواعها وأشكالها، ولكي تنجح الأسرة في تحقيق أهدافها في بناء جسور التواصل والحوار الصادق البناء مع الأبناء، لابد أن يكون قائمًا على أسس ورؤى سليمة وبيئة تفاهم من خلال خلق ثقافة الحوار المفتوح لتنجح الأسرة في تحقيق أهدافها.
وأضافت خلال الندوة التي نظمها مركز إعلام المنيا التابع للهيئة العامة للاستعلامات، بالتعاون مع الوحدة المحلية لقرية بني غني بمركز سمالوط، تحت عنوان «الحوار الأسري والحفاظ علي الأبناء»، أن الحوار الأسري نوع من أنواع الاتصال والتواصل الإيجابي مع الطرف الآخر من خلال إحترام وتقدير الكبير للصغير الذي يؤدي إلى تهذيب سلوك الأبناء وذلك بمخاطبتهم بلغة هادئة مما يؤدي إلى التفكير المنظم السليم وتدريب الأبناء على الجرأة ومواجهة الحياة، وتهيئة الأبناء لإنشاء أسر مترابطة يسودها الحوار الهادف البناء.
وأوضحت أن الحوار الأسري وسيلة من وسائل الاتصال الفعال بين أفراد الأسرة ومن الأهمية القصوى، أن يتوفر حوار إيجابي بين أفراد الأسرة، فمن خلاله تنمو المشاعر الإيجابية ويتحقق التواصل بين أفرادها، ويساعد على إشاعة روح المحبة والمودة بينهم، ويساهم في التقريب بين وجهات النظر ويتعلم كل فرد في الأسرة أهمية إحترام رأي الآخر، حيث يعد أساس للعلاقات الأسرية الحميمة ويساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة ويخلق روح التفاعل الاجتماعي وينتج من ذلك تعزيز الثقة بين أفراد الأسرة مما يجعلهم أكثر قدرة على تحقيق طموحاتهم.
واستعرضت الندوة أهم الآثار المترتبة على الحوار الإيجابي، وهي تنمية معارف وثقافة الأسرة وتقوية الروابط والمحبة بين أفراد الأسرة وحل المشكلات الطارئة في مهدها قبل استفحالها وتوفير المستشار الأمين لدى أفراد الأسرة بدلًا من بحثهم عن دخيل قد يستغلهم.
وبينت أهم معوقات الحوار الأسري وهو عدم التحاور مع الأهل ومتابعة شؤونهم، وانشغال الآباء بالحياة أكثر من الأبناء متجاهلين في ذلك بعض الآثار المترتبة على عدم متابعتهم، وتزايد خروج الأب لممارسة أعماله وواجباته ورحلاته المكوكية لتوفير لقمة العيش وسد احتياجات الأسرة المادية، وأيضًا وسائل الإعلام السمعية والمرئية والتلفاز وبرامج الانترنت والفضائيات، التي أصبحت بدورها تجذب الأبناء وتشغل أوقاتهم وتصبح وسيلتهم الفضلى في الإطلاع على ما يجري حولهم من أحداث وعوالم، ودكتاتورية بعض الآباء التي تجعلهم يرفضون الحوار مع ابنائهم، اعتقادًا منهم أنهم أكثر خبرة من الأبناء، فلا يحق لهم مناقشة أمورهم.
كما استعرضت الطرق السليمة لإدارة حوار ناجح من أهمها النزول بالفهم والحوار إلى مستوى الأبناء، مع بذل جهود متواصلة لرفع كفاءة التفكير لديهم واستيعاب الحياة بشكل تدريجي، وإحترام مشاعر وأفكار الأبناء، وعدم التقليل من قدراتهم وشأنهم أو مقارنتهم بمن هم أفضل منهم في جانب معين، لأن هذا الأسلوب يزرع في نفوسهم الكراهية والبعد ويولد النفور، وعدم التقليل من جهود الأبناء لمجرد تواضع المردود عن المتوقع منهم لأن ذلك قد يخلق تراجعًا في عطائهم، وينمي فيهم الخمول والإحباط مستقبلًا، وأيضًا يراعى أثناء الجلسات العائلية والمناقشات أن تُقَابل اقتراحات الابناء وآراؤهم باحترام وقبول طالما أنها لا تخل بالأخلاق ولا تنافي تعاليم الإسلام.