«الدليفرى» باب جديد لانتشار الطلاق.. و«دلع الأم» السبب.. والرأي الشرعي «حائر»
الأحد 14/مارس/2021 - 04:04 م
منارة جمال
ارتفعت نسبة الطلاق في مصر خلال السنوات الأخيرة، وكانت النسبة الأكثر بين الزيجات الحديثة، وذلك بسبب قلة الخبرة وعدم استيعاب المسؤولية المطلوبة من كل طرف.
وتعد خدمة التوصيل «الدليفري» أو ما يطلق عليه عموما الجاهز، أحد أبرز المشكلات التى تعصف بالبيوت، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية السيئة، فقد باتت الأعمال المنزلية من مطبخ وتنظيف ومكواة وتجهيزات أخرى من الأمور غائبة عن الكثير من الزوجات، فيكون الحل الأمثل لهن "الدليفري"، تسبب هذا الأمر في إثارة غضب الأزواج، فبدلًا من الاستقرار والاستمتاع بالأكلات المميزة من يد زوجته، أصبح يعيش حياة العزوبية من جديد بالوجبات السريعة.
أسباب الأزمة
وترجع الأسباب الحقيقة لهذه الأزمة إلى عدم اهتمام بعض الأمهات بتعليم بناتهم وأولادهم منذ الطفولة الأمور المنزلية والاعتماد على الذات في تجهيز الاحتياجات والمساعدة في المطبخ، فيعتادون على التواكل على آخرين في الطعام وغيرها، مما يتسبب مع مرور الوقت في حدوث الصدامات مع الشريك الجديد في الحياة.
هذه الزوجة لا تعمر
ورأى سعد عبد العال- متزوج حديثًا- أن المسؤولية الكبرى في هذه العيب تقع على الأم والأسرة التي لم تعلم الفتيات كيفية تجهيز الوجبات والقيام بأعمال البيت، وأكد أن مثل هذه الفتيات تعودن على عدم تحمل المسئولية والراحة والاتكال على الغير ولا تعمر ولا يفيد معها كلام، فلا تسأل نفسها عن إمكانيات زوجها الذي سيدفع فاتورة "الدليفري"، أو حتى تتساءل يومًا عن أمنية هذا الزوج ورغبته في أن يأكل من يديها.
ظروف العصر الحالي
أما حنان محمود وهي أم لشابين، فرأت أن ظروف العصر الحالي تختلف عن الماضي وهو السبب الرئيسي في فشل الغالبية من الزيجات الحديثة التي تنتهي بعد شهور قليلة من الزواج بـ"الطلاق"، وقالت: "الزوجة قديمًا كانت مسئولة عن كل أمور المنزل، وتعودت على الصبر والمساندة لكل ظروف الزوج من دون شكوى أو غضب، أما الآن فكثير من الفتيات يبحثن عن زواج مادي يلبي طلباتها ورفاهيتها من خلال "الدليفري" وغيره من دون أن تشغل بالها كيف يُدبر هذا الزوج تلك الاحتياجات المبالغ فيها، وبالتالي تفشل العلاقة القائمة على الاستغلال".
دلع الأمهات
أما هند حديثة الزواج، فألقت باللوم على دلع الأمهات لبناتها، فهناك أمهات تبعد بناتها عن التعب والإرهاق أو المسؤولية، ويظهر هذا جليًا عند اختيار الزوج المناسب، فدائمًا ما تبحث عن عريس بمواصفات خاصة لا يُحملها المسؤولية معه، وهذا بالطبع يؤدي إلى الفشل في الشهور الأولى من الزواج.
الزواج مسؤولية لا تعتمد على "الدليفري"
وقال خالد عبد الرحمن أب لثلاثة فتيات، "أول حاجة سألت عليها قبل الزواج، إن كانت أم زوجتي شاطرة في الطبخ والا لأ"، وأوضح: "فالطريق الى قلب الرجل معدته"، وأوضح أن الأسرة دائمًا ما تجتمع على المائدة، ولا يُمكن أن يتم تجاهل دور الطعام في لم الشمل، أما "الدليفري" فلا طعم فيه ولا روح ولا حياة مُعمرة منه.
رأى الشرع
وكان للشرع موقفه الواضح في هذا الشأن، فأكد الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي المعروف أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن دور الزوجة في الشريعة الإسلامية هو رعاية الزوج والأبناء، والحرص على تربيتهم على الأصول الإسلامية للارتقاء بأخلاقهم ومن ثم الارتقاء بالمجتمع في شتى المجالات، مشيرًا إلى أنه على المرأة مساندة زوجها دائمًا، فلا يجوز لها تحميل الشريك مالا طاقة له به، إن كان غير قادر وعليها تدبير ما يمكن تدبيره في المنزل من احتياجات من "دليفري" أو غيره. وقال: "أما إن كان الزوج قادرًا فله أن يبلى طلب زوجته لإسعاد أسرته وإدخال الفرح والسعادة عليهم.
لا للطلاق وعليك بالصبر
وأخيرًا، حذَّر الدكتور إسماعيل عبد الرحمن العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الأزهر من لجوء بعض الأزواج إلى الطلاق، حال كان نصيبه بمن لا خبرة لها في المهام المنزلية من طبخ وغيره، وأكد ضرورة أن يصبر الزوج على شريكته ابتغاء الأجر من الله، مما يجعلها تشعر بواجباتها مع مرور الوقت وأن تعتدل في هذا الشأن، وهذا يؤدي إلى نشر الاستقرار والهدوء المجتمعي، وشدَّد على ضرورة أن تعي الزوجة قدرات زوجها المادية ولا تُحمله أكثر من طاقته.