مرحلة المراهقة: الأم أقرب للفتاة أم الأب

ويسعى الآباء إلى تكييف سلوكهم وتوقعاتهم مع علاقة أكثر مساواة مع أبنائهم، لذلك من المتوقع حدوث تغييرات في كيفية تصرف الآباء تجاه أطفالهم المراهقين.

خلال عملية التطوير هذه، تظهر الاختلافات في كيفية إدراك الآباء والمراهقين لعلاقتهم، وكذلك فيما يتعلق بتوقعاتهم بشأن متى يجب تحقيق الاستقلال الذاتي، وعلى الرغم من هذه التغييرات التنموية المتوقعة، فإن بعض الآباء لا يسمحون بقدر كافٍ من الحرية، وفي هذه الفترة يحتاج الأبناء لقدر كبير من الحب والدفء والقبول لشخصية أطفالهم وتفردهم.

وللحديث عن أيهما يقترب من الفتاة في هذه المرحلة سواء كان الأم أو الأب، أشارت الدكتورة سامية قدري، أستاذ العلوم الاجتماعية، أنه بحكم الموروث الاجتماعي والثقافي في المجتمع المصري، تحاول الأم التقرب من ابنتها خلال هذه الفترة لمساعدتها على تخطي المشكلات التي تواجهها، ولمساعدتها في إدراك التغيرات المعرفية التي تطرأ عليها لتجنب وقوعها في أي مشكلة ناتجة عن سوء فهم.

وأضافت الدكتورة سامية قدري - فى تصريح خاص لـ"هير نيوز" -: أن الأب يكون له دور كبير في حياة الفتاة، وتحتاج منه كل الدعم والود والاحتواء؛ نظرا للتغييرات الفكرية والنفسية التي تمر بها، وإن كان لدى بعض الآباء في المجتمع المصري بعض التحفظات التي تضر خطئًا بالفتاة، كما يحتاجون إلى دورات تدريبية تتعلق بكيفية فهم المرحلة العمرية لأبنائهم وظروفها؛ لأن الأب هو حائط الصد الأول لابنته خاصة خلال فترة المراهقة والداعم الأول لها.

وعن دورالأم فى حياة البنت المراهقة، تقول الدكتورة سامية قدرى "إن الأمهات بطبعهن قلقات، لذلك تحاولن متابعة الفتيات ومراقبتهن بشكل مباشر وغير مباشر للاطمئنان عليهن، وأن الأم هي الأقرب بحكم التغيرات الفسيولوجية التي تمر بها الفتيات، ودور الأم مهم جدا فى تلك المرحلة بشكل خاص حيث تمثل دعم لابنتها وإمدادها بالأمن والأمان".

 
كما يجب على كل أم بناء علاقة صداقة قوية مع ابنتها تقوم على الثقة المتبادلة والاحترام مما يعزز لدى البنت ثقتها بنفسها وتنعكس تلك الثقة على شخصيتها وتصرفاتها.

 
وتختم أستاذة علم الاجتماع حديثها بضرورة تفهم الآباء مرحلة المراهقة وأثرها على البنت والتقرب منها وفهم التغيرات الفسيولوجية والنفسية التى تمر بها حتى تمر تلك المرحلة بسلام.