الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

اليوم العالمي للمرأة| «بنت الشاطئ» فخر صاحبة الجلالة

الإثنين 08/مارس/2021 - 06:28 م
هير نيوز

يحفل سجل التاريخ المصري بإسهامات عديدة لكثير من عظيمات مصر اللاتي يرفعن رؤوسهن وحققن العزة في محراب العلم والفكر والمعرفة، ومن اللواتي كان عليهم عبء الدفاع عن الإسلام والكلمة الصادقة، الدكتورة عائشة عبد الرحمن، حيث كانت ثاني امرأة تكتب في الأهرام بعد مي زيادة، واستمرت كتاباتها حتى وفاتها فتم منحها لقب أم الأهرام؛ لتفخر صاحبة الجلالة بعظيمة أخرى من عظيمات مصر تضاف إلى سجلها الحافل.

*النشأة
ولدت عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط في السادس من نوفمبر عام 1913، وكان والدها عالما أزهريا يعمل مدرسًا بالمعهد الديني بدمياط، وهي أيضًا حفيدة لأجداد من علماء الأزهر فقد كان جدها لأمها شيخا بالأزهر.

بدأت تعليمها عند كتاب القرية فحفظت القرآن الكريم، وكان لديها شغف الالتحاق بالمدرسة وهي في سن السابعة، ولكن رفض والدها محافظة على تقاليد المجتمع وعاداته التي تأبى خروج البنات للتعليم، والاكتفاء بتلقي التعليم الأولي في المنزل، وظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة على جميع زميلاتها بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل.

حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 كان ترتيبها الأولى، ثم حصلت على الشهادة الثانوية بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية في 1939 وكان ذلك بمساعدة والدتها، حيث كان والدها يأبى ذهابها للجامعة، وقد ألّفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941 م.

*الزواج
وفي رحاب جامعة القاهرة صادفت نصفها الثاني، وقد كان أستاذها في الكلية وهو العلامة أمين الخولي، وفي زواجها منه، رضيت بأن تكون الزوجة الثانية، فقد كانت متعلقة به أشد التعلق.

*إرثها الفكري والفقهي
للدكتورة عائشة، باع وافر التوفيق فى الدراسات الفقهية والإسلامية، والأدبية، والتاريخية، ولها نحو 40 كتابًا، كما أدارت محافل فكرية وعقائدية مع العقاد، عن رؤيته الحادة والقاسية بشأن المرأة، ومع الدكتور مصطفى محمود، الذى تبنى تفسيرًا جديدًا للقرآن الكريم.

*بنت الشاطئ
وفي كتابه «ثلاث نساء من مصر»، قال عنها رجاء النقاش: أول امرأة عربية تتولى تدريس «التفسير القرآني» في أكبر الجامعات الإسلامية، ظلت طوال حياتها فى كفاح من أجل العلم، وكانت تكتب فى الصحف أثناء دراستها فى الجامعة تحت اسم «بنت الشاطئ»، وذلك بسبب بيئتها المحافظة، عينها أنطون الجميل رئيس تحرير «الأهرام» محررة بالصحيفة، وظلت تكتب على صفحاتها حتى وفاتها.

حصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978 م، وجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضًا أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.

*وفاتها
توفيت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 عامًا بسكتة قلبية وذلك في يوم الثلاثاء الموافق أول ديسمبر 1998م بعد خمسة وثمانين عامًا، قضتها بنت الشاطئ فى محراب العلم والفكر وبلاط صاحبة الجلالة.

ads