في ذكرى رحيلها.. عايدة الشاعر «فاكهة الغناء الشعبي» في مصر
لم تكن عايدة الشاعر أبدًا فنانة عادية، إنما كانت وبشهادة الجميع فنانة استثنائية؛ إذ كانت تتراقص الأدوات الموسيقية نفسها على صوتها العذب الجميل، وبسبب أدائها الراقي للأغاني الشعبية وذكائها الفذ في اختيار كلمات تلامس أوتار قلوب الناس في القرى والمناطق الشعبية، استطاعت أن تكون لسان حال كل المصريين في زمن الفن الجميل، وقد توارث أغانيها الناس جيلًا بعد جيل في الريف المصري؛ إذ يغنون أغانيها حتى الآن في أفراحهم.
وتحلّ اليوم الذكري الثامنة عشر لوفاة المطربة عايدة الشاعر، والتي رحلت عن عالمنا في ذلك اليوم من عام 2004، وتعد عايدة الشاعر صاحبة أجمل أغاني الأفراح التي تربي عليها الحي الشعبي، لقبها محبوها بـ"فاكهة الغناء الشعبي".
بدأت الطفلة عايدة الشاعري، حياتها الغنائية كمدرسة للغة الفرنسية، ولاقت تشجعيًا كبيرا، وذلك بسبب تفوقها في الإذاعة المصرية، ثم كمطربة شعبية عرفها الجميع.
وتعاونت عايدة الشاعر مع عمالقة الملحنين والمغنيين، وأبرزهم رياض السنباطي، وعبدالعظيم محمد، سيد إسماعيل، جمال سلامة، وحلمي بكر، وأصبحت عايدة الشاعر أحد أهم مراسم الأفراح المصرية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
واشتهرت الفنانة عايدة الشاعر بالأغاني الشعبية، حتى أن الملحن الكبير رياض السنباطي - رحمه الله - وصفها بـ"فاكهة الغناء الشعبي" فهي تعتبر معجزة عابرة للزمان والمكان، ومن أشهر أغانيها التي مازالت محفورة في قلوب المصريين والعرب "كايدة العزال، الطشت قالي، زغرودة حلوة، الحارس الله، شربات فرح، أجمل عروسين، زفوا العروسين، عقبال عندكم، يا لوز مقشرة".
ودخلت مجال التمثيل، وتألقت في فيلم "ثرثرة فوق النيل"؛ إذ جعلت الفنان أحمد رمزي، خلال هذا العمل، يتراقص على أغانيها، وقدمت باقة من أروع أغانيها أمام الفنان أحمد رمزي، وميرفت أمين، وعماد حمدي، وعادل حمدي، وسهير رمزي.
والفيلم الثاني"امرأة ورجل"، وتدور أحداث الفيلم حول "جاسر" الذي يعمل في أحد المحاجر، ويذهب لفتاة الليل "حميدة" التي تقع في حبه، لكنه لم يكن مثلها، لكن يوجد شخص آخر يحبها وهو "متولي" وتشارك به بجانب رشدي أباظة، ناهد الشريف، توفيق الدقن، فاروف فوكس.
وكانت الفنانة عايدة الشاعر، متزوجة من الموسيقار سيد إسماعيل، ولها منه ابنة واحدة، توفيت في 7 مارس 2004؛ إثر إصابتها بأزمة قلبية.