الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إيمان عبد الشكور.. من «الصرع» إلى تمكين السعوديات اقتصاديًا

الأحد 21/فبراير/2021 - 12:21 م
هير نيوز

بفضل قوة عزيمتها وإرادتها الصلبة استطاعت أن تنتصر على المرض في طفولتها المبكرة، وأن تنجح في تأسيس شركتها وهي في عامها الـ24 فقط؛ لتسجل اسمها كأصغر رائدة أعمال سعودية تشارك في "منتدى دافوس الاقتصادي 2018" بحضور العديد من رؤساء الدول، ورواد الأعمال البارزين حول العالم.

وتعد إيمان عبد الشكور هي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "بلوسوم"، والتي تُعد أول شركة أعمال متخصصة في دعم رائدات الأعمال في السعودية، والتي تبلغ 25 عامًا، وولدت في جدة، لكنها عاشت في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن عانت من مرض الصرع طوال فترة طفولتها ومراهقتها، فقررت أن تأخذ شهادتها الجامعية من سان دييجو، وتخصصت في علم المخ والأعصاب، ونجحت بالفعل في الحصول على شهادة البكالوريوس كباحثة في هذا المجال.

عكفت إيمان عبدالشكور على العمل من أجل اكتشاف أدوية لعلاج العديد من الأمراض؛ منها الزهايمر، والتوحٌد، وغيرهما من الأمراض المستعصية، أما مرض الصرع الذي أصيبت به في الرابعة من عمرها، فقد أكدت أن عدد النوبات التي أصابتها منه، قد وصلت إلى 50 في اليوم الواحد، وعقب الدراسة والتحليل، وجدت الدواء المناسب لحالتها، وتمكنت من السيطرة على المرض الأليم الذي رافق طفولتها، وأكدت أنها ليست بطبيبة حتى تصف هذا الدواء للمرضى.

بدأت عملها في مختبرات شركة "بيفايزر"، إحدى شركات الأدوية بولاية كاليفورنيا، المعروفة بالتقنيات المختلفة؛ وكانت تتوجه باستمرار إلى ساحات الإنتاج؛ للاطلاع على فعاليات ريادة الأعمال المتنوعة، فوجدت العديد من الشباب المخترعين في كافة المجالات، كما عملت في التسويق المبيعات في شركة "إكس إس" لتنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصصة في كاليفورنيا، في الفترة من 2009 إلى 2016، ثم قررت العودة إلى مدينة جدة _مسقط رأسها_ والتحقت بوظيفة في شركة "كريم" إلى أن استقالت وبدأت شركتها الخاصة، وتمت دعوتها لحضور مؤتمر "دافوس للاقتصاد العالمي" لعام 2018، كأصغر رائدة أعمال سعودية، ضمن القادة الشباب الممثلين لـ 50 دولة.

وكانت محصلة هذه المشاركة إيجابية للغاية، فإلى جانب تسجيل اسمها كأصغر رائدة أعمال سعودية تحضر هذا المحفل الاقتصادي الكبير، فقد تمكنت من اكتساب قدر كبير من الخبرة العلمية والحياتية من خلال حديثها مع العديد من رواد الأعمال البارزين، منهم بيل جيتس؛ مؤسس شركة "ميكروسوفت"، وكذلك ساندر بيتشاي؛ والرئيس التنفيذي لشركة "جوجل"، جاك ما مؤسس مجموعة "علي بابا"، حول العديد من الأمور مثل الابتكار وتطوير الصناعات والشراكات وغيرها.

قررت إيمان عبدالشكور، أن تثقف نفسها، متشوقة لمعرفة المزيد عن ريادة الأعمال؛ حيث حلّلت أكثر من 300 كتاب خلال مسيرتها العلمية، ومن هنا، جاءت الفكرة بعودتها إلى أرض الوطن، وأسست شركتها الأولى، لكنها واجهت فشلًا كبيرًا؛ ما جعلها تتحدى ذاتها، من أجل تحقيق النجاح، واتخاذ الفشل ذريعة لبداية مسيرة تتحدث عنها أكبر الصحف العالمية، وعملت إ في شركة “كريم” المعروفة بتطبيقها العربي الشهير، وتعلّمت منه الكثير، ثم أنشأت شركة “بلوسوم” لريادة الأعمال.

وتعتبر واحدة من أصغر رائدات الأعمال في العالم؛ حيث تمكنت رغم صغر سنها، أن تلفت الأنظار العالمية إلى تفانيها وإصرارها على العمل بعد تأسيس شركة "بلوسوم" للأعمال؛ التي تهدف إلى تمكين الشركات النسائية في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وذلك من خلال توفير فرص عمل جديدة، وربط رواد الأعمال بمجال التقنية.

وجاءت فكرة "بلوسوم" للأعمال، التي أسستها في ديسمبر2017 عندما اكتشفت قلة الأماكن التي تقدّم الدعم للجيل الجديد من رائدات الأعمال، وخاصة ممن يعانين المعوقات والتحديات المختلفة؛ فلجأت إلى تأسيس شركة مرخصة من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، تعطي الدافع لكل شابة سعودية تسعى للانطلاق في عالم الأعمال، معتمدة على ثقتها في نفسها، واختارت اسم “بلوسوم” المشتق من مصطلح الازدهار العلمي؛ لإعطاء الشابات مساحة مجانية، لفترة محددة في البرنامج، مع تحملها بعض التكاليف؛ حتى يتم التخرٌج.

وانطلقت الشركة فعليًا في أبريل من عام 2018، عندما دُعيت أفضل 4 شركات ناشئة تديرها سعوديات إلى برنامج فعال مدته أسبوعين لتتبع أعمالهن الناشئة؛ إذ واصلت إيمان مساعدتهن على التواصل مع المستثمرين، وتوفير الموارد اللازمة لهن، وفي نفس العام، وبعد برنامجين، سرعت بلوسوم حوالي 13 شركة، وتوصلت إلى العديد من الشركاء، وأشهر المسرعات العالمية.

وحرصت على تقديم الاستشارات في التسويق، والأمور المالية والقانونية، وتدرس أخطاء المنشآت المتعثرة، وتحتضنها لتسريع أعمالها، وتحقيق الربح الوفير لها، بما يتوافق مع تنمية الاقتصاد في المملكة، ورؤية 2030.

وبرغم هذه النجاحات، لا زالت ترى "ايمان" أنها لم تقطع سوى الخطة الأولى في طريق الألف ميل، وتطمح بحلول عام 2030 أن تمتلك رأس مال يساعدها على الاستثمار في الشركات الناشئة وتنميتها، بالإضافة لتكوين شبكة مكونة من 50 ألف سيدة سعودية في المجال المهني، لتنمية التأثير الإيجابي، ولدعم تمكين المرأة في المجتمع السعودي، وأن يتم توثيق سيرتها الذاتية في كتاب ليكون درسًا للآخرين،بأن الحياة لا تقف عند حاجز المرض ما دمت متسلحًا بقوة العزيمة والإصرار.

ads