خبير: غياب «الحب الروحاني» وراء المشكلات الأسرية.. فما هو؟
قال الدكتور عادل قراعين، المتخصص في الصحة النفسية بالطاقة الحيوية، إن الحب هو من أعظم الهدايا التي سخرها لنا الله عز وجل، مشيرًا إلى أن هناك عدد من الأزواج يتخذون من خلال حبهم أحيانًا خيارات خاطئة بالارتباط نفسه أو بإيجاد الشريك المناسب لأن عدد من العلاقات تعتمد على الشكل والمظهر الخارجي قبل الجمال الحقيقي الداخلي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز»: إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبة العلاقات والزواج غير الناجحة خصوصًا في مجتمعاتنا، فيمكن استنتاج أن غالبية تلك العلاقات لا تستند إلى الحب الروحاني، بل على الخيال والظواهر الخارجية التي قد تكون أحيانًا زائفة وتخفي أشياء كثيرة عكسها تمامًا، بالمختصر، يجب علينا أن ننتبه إلى القاعدة الهامة والتي تنص على أن "أي شيء حقيقي يدوم، وأي شيء غير حقيقي لا يمكن أن يصمد أمام اختبارات وتحديات الزمن وسينتهي جزئيًا أو كليًا، أو يمكن أن يستمر تحت مظلة ما يسمى بالعلاقة السلبية طويلة الأجل" وما لها من آثار جانبية سلبية على المدى الطويل.
وتابع: هذه القاعدة يجب أن ترفع من الوعي عندك وتجعلك تسأل نفسك -وبتدبر بعد الاتكال على الله عز وجل، عند الخوض بعلاقة أو زواج وشراكة وعقد غليظ طويل الأجل: "هل هو حب حقيقي روحاني أم خيال ومظاهر خارجية؟" ولنساعد بعض في إيجاد الإجابة المناسبة ولتمييز ما إذا كنت تختبر حبًا حقيقيًا وليس خيالًا ماديًا، ضع في اعتبارك أن: الخيال يعتمد على الحاجات المادية الروتينية، أما الحب الحقيقي فليس كذلك.
تشمل الاحتياجات المبنية على الحب الخيالي، على سبيل المثال لا الحصر، إشباع الرغبة الجنسية، الأمان المالي، الأمان العاطفي، منصب أو نسب معين، أو حتى الشهرة، بمعنى آخر، يعتمد الخيال على ما يمكنك الحصول عليه من الشخص الآخر "وبشروط"، على الجانب الآخر، يعتمد الحب الروحاني الحقيقي على ما يمكنك أن تقدمه للشخص الآخر، لأنك تحبه بعمق لدرجة أنك تشعر به في أعماق روحك، مرتكز على ما سخره الله العلي العظيم لنا، أي الحب "غير المشروط".
واختتم: كلما تأملت أكثر، وكلما أسلمت وجهك لله، زاد وعيك الروحاني بما في ذلك الحب الحقيقي، كلما كنت بالتالي قادًرا على الشعور بما يجول في روح الشخص الآخر من مشاعر وأحاسيس وتجارب تصل إلى تخاطر جميل على نفس التردد تقريبًا، وعلاقة أجمل وأروع تزداد متانة مع تقدم الزمن وتحدياته المختلفة.