لين صائب.. تحلم بمشروع بنية تحتية لإعادة إعمار سوريا
استطاعت المرأة أن تثبت نفسها فى العديد من المجالات المختلفة، كما عملت بأصعب المهن التى ظن البعض أنها لن تستطيع القيام بها، نظرًا لما تطلبه من عمل شاق، لتحارب النظرة التقليدية لها بأن مكانها الأساسى المنزل، وليس المشاركة فى ميادين العمل المختلفة، حتى ذاع صيتها حول العالم، وأصبح اسمها يتردد فى مختلف البلاد، وتقلدت العديد من الوظائف المهمة،، "هير نيوز" تلقي الضوء على إحداهن، وهي امرأة تمكنت من تحقيق نجاحات دولية وأصبحت حديث العالم، إنها المهندسة السورية " لين صائب".. أفضل نساء أوروبا في الهندسة والإنشاءات عام 2019.
لين صائب، مهندسة سورية، من مواليد “دير الزور” وتبلغ من العمر 32 عامًا، هى ابنة الكاتب السوري “وضاح صائب”، وتخرّجت من كلية الهندسة المدنية في جامعة “دمشق” عام 2011، اختصاص هندسة المياه، وحصلت على شهادة ماجستير في تقانة المعلومات عام، 2012 ثم تابعت عام 2015 في “لندن” دراسة الهندسة المائية في جامعة “إكستير” البريطانية، ونالت الماجستيرعن أبحاثها حول استخدام الذكاء الصناعي في معالجة المياه وتوفيرها.
بدأت العمل عام 2016 في شركة “أسايت” البريطانية، التي رشحتها لنيل لقب أفضل نساء أوروبا في الهندسة والإنشاءات، ومنافسة 450 سيدة في مسابقة “جائزة المرأة الأوروبية في العمارة والهندسة”، حيث وصلت 9 مرشحات فقط للمرحلة النهائية لكل فئة.
شغلت منصب مديرة المناقصات فى شركة " asite"، فى المملكة المتحدة منذ نوفمبر عام 2016، وتولت منصب قائد فريق ومدير مشروع أول فى منظمة " أوكسفام"، ما بين عام 2013 و2015، ومدير مشروع فى وزارة النقل السورية عام 2011، 2012.
أجرت أبحاثًا مطولة عن كيفية الحفاظ على المياه على مستوى الأُسرة، إذ تمكنت من الوصول إلى تجربة " المياه الذكية"، التي تقوم على ترشيد استخدام المياه، عبر بطاقات ذكية، تشحن كل فترة، بحيث تزود العائلة الواحدة بما تحتاجه عبر البطاقة، ويضاف إنجاز “لين صائب” إلى سجل النساء السوريات اللواتي أثبتن جدارتهن في مختلف المجالات.
حصدت المهندسة السورية “لين صائب”، جائزة أفضل نساء أوروبا في الهندسة والإنشاءات لعام 2019 عن فئة التنمية الاقتصادية، وجاءت كأول سورية تصل إلى الترشيح واللقب لهذه المسابقة المهمة على المستوى الأوروبي.
نالت الجائزة فى مجال الهندسة عن فئة تطوير الأعمال،هذة الفئة التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقطاع البناء والتشييد فى بريطانيا، والذى يؤدى دورًا مهمًا فى النمو الاقتصادى، لكنه يقع تحت هيمنة ذكورية، حيث تشغل النساء نسبة لا تزيد عن الـ 11 % من القوى العاملة فى قطاع الهندسة والانشاءات، وينحصر معظم هذه النسبة فى الحقل المكتبى، بعيدًا عن العمل الميدانى الذى لا تتجاوز فيه نسبة النساء العاملات عن 2%، وقد جاءت هذه الجائزة فى اطار تشجيع النساء على خوض غمار العمل الهندسى، عن طريق تقديم نماذج لنساء يحتذى بهن، الى جانب تشجيع الشركات على توظيف النساء وتدريبهن فى مجال الهندسة.
تخطط "لين "، مستقبلًا لعمل مشروع بنية تحتية فى سوريا يخدم البلد وأهلها، خاصةً أن لديها شغف فى تقديم كل ما اكتسبته من معرفة وعلم لبلدها سوريا، ووضعه فى المكان الصحيح، كما تسعى للحصول على المزيد من الدورات التدريبية وعدم الاكتفاء بما درسته فقط.
وتنصح"لين" المهندسات السوريات بأن يجعلن بريطانيا هى الوجهة، لاستكمال دراستهن، خاصة وأن هذه البلد فتح لها آفاقا واسعة فى الدراسة والبحث العلمى، لتنمية مهاراتها التقنية عن طريق منهج علمي، وهو ما جعلها تتطلع الآن الى العمل فى منظمة إنسانية مهتمة بالمشاريع الهندسية فى مجال المياه، حتى تتمكن من إتمام واجبها فى خدمة المجتمع.