أمل.. أول سعودية كفيفة توقع ديوانا شعريا في منصة كتاب جدة

حين تكون العزيمة قوية، والتصميم نافذًا، فلا حدود تقف أمام الطموح، ولا حواجز تعيق الخطى في صعودها نحو مراقي الكمال.. إنها سيرة الشاعرة المبدعة أمل صالح، التي حُرِمت نعمة البصر، لكنها أوقدت في جوانحها سراج البصيرة، وجعلت الشعر لسان حالها، وترجمان مشاعرها وأحاسيسها العميقة.. فكانت أول كفيفة على المستوى العربي تُصدر ديوانًا شعريًا، علّقت عليه عنوان «نبضٌ في سكون الروح»، وصعدت به منصة التواقيع بركن المؤلف السعودي في معرض جدة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وسط حفاوة وإقبال كبيرين من قبل جمهور المعرض.

الديوان الصادر عن شركة سطور للنشر، انبسط في بياض (74) صفحة من القطع المتوسط، مشتملًا على (43) قصيدة نسجتها «أمل» باللغة العربية الفصحى، وتنوّعت فيه على بحور الشعر بأغراضه المختلفة، وتناولت عبر قوافيها موضوعات شتى، منها الوطنية، والوجدانية، والوعظية، والمواقف الإنسانية، والطبيعة، والحِكم، والغزل، والطرفة. وخصّصت قصائد للتعبير عن معاناتها مع فقدان نعمة البصر، ففي قصيدتها البديعة «أنا الأعمى»، تحتشد مشاعر إنسانية يعزّ مثيلها، وتصوير بياني غاية في البراعة والجمال، وهكذا جاءت كل قصائد أمل في ديوانها، لافتةً إليها الأنظار، وحائزةً على كل الإعجاب، ويكفي أن إحدى قصائدها اختيرت من قِبل الهيئة الملكية بمحافظة العُلا لوضعها على متنزه جبل الفيل الأثري كتصوير جمالي لمرتادي وزوّار المحافظة، كما أنها مؤلفة أوبريت «ديرة العز»، وأوبريت «المملكة جنة»، وأوبريت «أفخر وأنا أتأملك»، فكل هذا النشاط الجم أكسبها صيتًا ومكانة شعرية مرموقة.

والشاعرة أمل من مواليد محافظة جدة، وبها نشأت وترعرعت ودرست كافة مراحلها الدراسية، ملتحقةً من بعد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص تاريخ.

كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في اللغة العربية في الشعر والأدب.

وعلى مستوى مسيرتها العملية، عملت بمكتب ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة نفسها لمدة سنتين، ثم توظفت وظيفة رسمية لتصير معلمة مُدرّبة مُعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، واتحاد دول العرب.