هل يعبر الإعلام فعليًا عن قضايا المرأة.. سيدات يكشفن لـ«هير نيوز»: يشوبه القصور.. والسياسات تحكم
الإعلام مرآة للمجتمعات، والمعبر لقضايا مختلف فئاته، وقضايا المرأة في الإعلام حازت على أهمية كبرى من قبل المتخصصين فى الآونة الأخيرة تحديدًا، إلا أنها تزال تواجه الكثير من القصور فى تناول الموضوعات والقضايا الشائكة التى تخص المرأة.
وكشفت بعض السيدات عن رؤيتهم لدور الإعلام فى تناول قضايا المرأة لـ«هير نيوز»، حيث أكدن ضرورة التعمق فى تناول قضاياها والتركيز على الأولويات التى تفرضها الأحداث، وفى مقدمتها مناهضة العنف ضدها، كذلك حقها فى المساواة مع الرجل فى العمل وغيرها.
في البداية رأت سمر محمد مسئولة تسويق وإدارة أن الإعلام لا يعبر عن أي فئة في المجتمع بشكل صحيح وخاصة المرأة وقضاياها، فإما يسلط الضوء عليها وهي مكسورة وحقها مهدور أو على النقيض مفترية ومكسرة الدنيا، وهاتان الصورتان خاطئتان ولا تمثلان الصورة الحقيقية للمرأة في المجتمع المصري.
وعن الموضوعات التي يجب أن يتناولها الإعلام، قالت إنه لابد أن يتناول الإعلام موضوعات تجسد الواقع بدون تحريف، مثل حق المرأة في العمل الحر بشكل عام والسفر للخارج وعمل المشروعات الخاصة بها، دون لومها بأنها كيف ستفعل هذا وهي امرأة وكأنها حالة شاذة، وكيف نجحت في مجتمع يرى في المرأة أنها من المفروض أن تتزوج وتنجب فقط.
العمق فى مناقشة قضايا المرأة
أما هبة شعبان محررة صحفية فترى أن الإعلام قادر من ناحية حجم المحتوى عن تناول قضايا المرأة، بمعنى أن كل قناة حاليا لديها برنامج خاص بالمرأة، لكن من حيث قيمة المحتوى، فنجد أنه ضعيف جدا وتقليدي، وكل البرامج تقدم نفس المحتوى المرتبط بالعلاقات بين الراجل والمرأة والطبخ، والديزين وهكذا.
وتابعت: الإعلام حتى الآن لم يتمكن من تناول قضايا المرأة بالعمق المطلوب، وفي بعض الأحيان يتم تناول القضايا المتعلقة بالمرأة مثل عمل المرأة والعنف ضدها وغيرها بطريقة تخسر المرأة ولا تفيدها، ولا أعلم هل هذا عن قصد أم مشكلة في الضيوف وأرائهم، وأحيانا يتم مناقشة الموضوعات بموضوعية وبتكون حلقات قوية لكن نادرا ما يحدث هذا.
وأوضحت أن المطلوب من الإعلام سواء كان صحافة أو تليفزيون أن يتناول قضايا المرأة ويركز على الجانب الخاص بالتوعية، فنحن نحتاج توعية كبيرة عن قضايا المرأة، من أول مشكلة ختان الإناث مرورا بمشكلة العنف الزوجي وهكذا ".
أزمة المساواة بين الجنسين
وعن قضايا المرأة في الإعلام العربي، أشارت يسرا الخماسي الباحثة فى مجال التربية اللانظامية من تونس إلى أن الإعلام في تونس يعبر عن قضايا المرأة، وهنالك قضيتان من المواضيع التي تناضل من أجلها المرأة في تونس وهي العنف المسلط عليها بكل أنواعه المادي والمعنى، فتقريبا 80 ٪ من النساء يتعرضن للعنف الزوجي، وقضية المساواة.
وتابعت: صحيح أن المرأة حققت خطوات هامة في المجال القانوني والحقوقي واكتسبت مكانة هامة في جميع المجالات وفي مواقع القرار وفي المجال الإعلامي أيضا حتى أن المقاربة الجندرية لا تطرح في العديد من المناسبات، ولكن تبقى تناضل من أجل المساواة الحقيقية في مواقع اخذ القرار وفي أماكن القيادة ".
وتعتقد يسرا الخماسي أن الإعلام العربي بعيد عن القضايا الحقيقية عن معاناة المرأة الريفية التي تشقى يوميا لتربي أبناءها وتتنقل في وسائل نقل غير آمنة وتتعرض إلى الاستغلال، وكذلك لايمثل المرأة التي تعمل في البيوت ومنهكة طول اليوم وهي تعيل أفراد عائلتها وحتى زوجها في كثير من الأحيان، فالإعلام العربي وضع المرأة في صورة تسويقية وجعلها رهينة برامج التجميل والموضة والفيديو كليب مع الأسف ".
ومن جانبها، قالت الدكتورو آمال سعد متولى أستاذ الصحافة بكلية التربية النوعية في جامعة المنصورة إننا لا نستطيع القول بأن الإعلام لا يهتم أو يهتم بالمرأة إجمالا، إذا لابد أن نحدد أى إعلام نقصد، فعندما يكون لدينا إعلام تابع للحكومة، فكانت الصحافة والإذاعة والتليفزيون لها توجهات واحدة، ولكن فى حال وجود إعلام حكومى وإعلام خاص، وكان لدينا إعلام عام وإعلام متخصص؛ فبالضرورة سيكون لكل قطاع إعلامي التوجهات التي يخدمها، والأهداف التى يجب أن يحققها، فإختلاف التوجهات هنا وارد، وبالضرورة المرأة المستهدفة.
وأضافت: هناك قطاعات فى المجتمع لا يهتم بها الإعلام مثل المرأة المعيلة، أو المهمشة، ولكن فرضًا لو أهتم بها الإعلام هل هذه الشرائح من متابعات الإعلام بقنواته وإصداراته، فالقضية أكبر من تخصيص برامج أو قنوات للمرأة؛ إذ لابد أن نعرف الشريحة التي نتوجه لها، وكيف نعد لها الرسائل وكيف نخاطبها.