رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم ماجد الجربوي: راية إكسبو خضراء

هير نيوز

تسلمت المملكة العربية السعودية الراية من اليابان لاستضافة المعرض العالمي «إكسبو 2030» في العاصمة الرياض، في لحظة تاريخية تعكس طموحات المملكة في أن تكون مركزًا عالميًا للابتكار والحوار الحضاري. هذه الاستضافة تمثل علامة فارقة في مسيرة «رؤية السعودية 2030»، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية.

ولكن سؤال يتبادر للذهن، وهو ما الذي ستستفيده المملكة العربية السعودية من هذه الاستضافة؟ ولماذا حرصنا على أن يكون (إكسبو) 2023 عندنا. لعلي أبدأ بالفوائد الاقتصادية والتي تنطلق بتحفيز النمو الاقتصادي، كيف لا وهنا سيكون ضخ استثمارات ضخمة في قطاعات البنية التحتية، النقل، السياحة، والتقنية. وكذلك تنشيط الأسواق المحلية، خاصة في قطاعات الخدمات، الضيافة، الغذاء، والتجزئة. الجانب الآخر هو خلق فرص وظيفية ضخمة، فستكون هناك مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمواطنين. بالإضافة إلى تمكين الشباب السعودي من الانخراط في مشاريع كبرى، وتنمية مهاراتهم في مجالات الإدارة، التسويق، والتنظيم. والنقطة الأخيرة في الجانب الاقتصادي تتمثل في دعم القطاع الخاص من خلال فتح أبواب جديدة أمام الشركات المحلية للمشاركة في تنفيذ مشروعات المعرض. وتشجيع ريادة الأعمال من خلال برامج داعمة للابتكار والمشاريع الصغيرة.

أما في جانب السياحة فسيكون هناك تحول نوعي في هذا القطاع من حيث زيادة عدد الزوار، فمن المتوقع أن يجذب المعرض أكثر من 30 مليون زائر خلال فترة انعقاده. وهذا يساهم في نمو قطاع الضيافة، والفنادق، والمطاعم، وخدمات النقل. ومن جهة أخرى ترسيخ مكانة السعودية كوجهة سياحية عالمية من حيث استغلال (إكسبو) كمنصة لإبراز التراث الثقافي والطبيعي السعودي والمشاريع الكبرى. كذلك تعزيز مفهوم «السياحة المستدامة» من خلال تسويق مناطق بيئية وثقافية بطريقة تحافظ على الهوية والموروث. وفي جانب مهم سيكون هناك ترويج مكثف للثقافة السعودية، وسيكون المعرض فرصة لعرض الفنون، والموسيقى، والأزياء، والمأكولات السعودية للعالم.

وهناك أيضا مكاسب إستراتيجية وتنموية، وتسريع تنفيذ مشاريع رؤية 2030، ومشاريع البنية التحتية الكبرى، وإدخال أنظمة ذكية ومستدامة في التخطيط العمراني والمرافق العامة. بالإضافة إلى التفاعل مع دول ومؤسسات كبرى في مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، التعليم، والمدن الذكية. وبناء شراكات إستراتيجية تُسهم في تطوير الكفاءات السعودية ونقل الخبرات العالمية. أما في جانب الابتكار والأبحاث من المتوقع أنه سيتم تخصيص أجنحة للجامعات ومراكز الأبحاث السعودية لعرض مشاريعها وابتكاراتها وتشجيع طلاب الجامعات والمبتكرين على المشاركة في بيئة تنافسية عالمية.

أما تعزيز الصورة الدولية للمملكة فـ(إكسبو) فرصة ذهبية لإبراز السعودية الجديدة، المنفتحة والمزدهرة، أمام ملايين الزوار من مختلف دول العالم، وتقديم صورة حديثة ومتطورة عن المملكة، تجمع بين الأصالة والتقدم. كما أن حضور أكثر من 190 دولة في (إكسبو) يعزز علاقات السعودية الثنائية والمتعددة مع الدول والمنظمات.

التزام المملكة ببناء موقع (إكسبو) وفق أعلى معايير الاستدامة البيئية، باستخدام الطاقة الشمسية وإعادة التدوير، سيترك إرثا مستداما يتمثل في بنية تحتية يمكن الاستفادة منها بعد انتهاء المعرض. وسيكون من محاور (إكسبو) التوعية بأهمية حماية الكوكب، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز الاقتصاد الدائري وعرض حلول بيئية من المملكة ودول أخرى، ما يُعزز الحوار والتعاون البيئي عالميًا.

استضافة السعودية لـ(إكسبو) 2030 ليست مجرد حدث دولي، بل منصة إستراتيجية لبناء المستقبل. ستستفيد المملكة في الجوانب الاقتصادية، السياحية، التقنية، الثقافية، والدبلوماسية، وستعزز من مكانتها كقوة إقليمية وعالمية صاعدة. إنها لحظة تاريخية تتوّج جهود التحول الوطني، وتُثبت للعالم أن السعودية قادرة على قيادة حوارات التغيير والابتكار عالميًا.

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط