فيضانات النيل تشعل أزمة جديدة بين مصر وإثيوبيا والسودان بسبب سد النهضة
تشهد منطقة حوض النيل أزمة متصاعدة بعد الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت عددًا من المحافظات المصرية والسودانية، نتيجة الفتح المفاجئ لبوابات سد النهضة الإثيوبي، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة وأثار حالة من الغضب الشعبي في البلدين.
مصر وفيضانات النيل
وفي مصر، شهدت محافظات المنوفية والبحيرة والفيوم ارتفاعًا غير مسبوق في منسوب النيل، أدى إلى غرق مساحات زراعية ومناطق سكنية، فيما أطلقت الحكومة تحذيرات عاجلة للمواطنين بعدم الاقتراب من مجرى النهر.
أما في السودان، فقد تسببت الأمطار الغزيرة وتدفق المياه من السد في فيضانات النيل، وكانت كبيرة طالت العاصمة الخرطوم وعدة ولايات، أبرزها شمال دارفور والقضارف، ما أجبر آلاف الأسر على النزوح بعد تدمير الأراضي الزراعية والمنازل.
بينما أكدت السلطات المصرية أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد إثيوبيا بسبب «سوء إدارة وتشغيل سد النهضة» الذي تسبب، بحسب بيان رسمي، في «أضرار بالغة على الأرواح والممتلكات في مصر والسودان»، داعية إلى حلول واقعية وتعاون إقليمي لمراقبة توزيع المياه في دول حوض النيل.
رد إثيوبيا
من جانبها، نفت إثيوبيا الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن سد النهضة «حق مشروع» يهدف لتوليد الكهرباء وتوفير المياه لشعبها، ودعت إلى اجتماع طارئ مع القاهرة والخرطوم لتقييم الوضع المائي وتفادي المزيد من الكوارث مثل فيضانات النيل.
كما يواصل السد العالي في أسوان دوره كخط الدفاع الأول لحماية مصر من الفيضانات عبر تنظيم تدفق المياه وتخزين الفائض خلال المواسم المطيرة ، لتجنب فيضانات النيل.
فيما تسعى كل من مصر والسودان إلى احتواء آثار الأزمة من خلال توفير مراكز إيواء عاجلة، وفرق إنقاذ، ومراقبة مستمرة لمنسوب المياه، وسط دعوات دولية لتفعيل الاتفاقات المائية والالتزام بالقانون الدولي لتجنب تفاقم النزاع في دول حوض النيل.
