بقلم فاتن فتح الله نصر: للأمهات.. احترسى من هدم أسرتك
مصر كانت دولة ولها راية فوق أعلى سحابة، البداية رسالة على الواتس آب.. ذكرتني بالكثير والكثير.. وأثارت شجونًا أكثر.
وتتوالى الأحداث على بلادنا لنعرف كم ما تعرضنا له من محاولات هدم…. ومحاولات الهدم للأسف تتم بأيدينا، وتحت شعارات لها بريقها الذي يخطف الأبصار.. قالها قديمًا أحد المستشرقين، إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاثة أولًا … إهدم الأسرة، ثانيًا… إهدم التعليم، ثالثًا… إسقط القدوة.
أولًا… هدم الأسرة
لكي تهدم اﻷسرة عليك بدءًا بتغييب دور اﻷم، إجعلها تخجل من وصفها ب”ربة بيت” حقر من شان دور الأم.. حقر من كلمة ربة بيت.. كرر في أذن المرأة شعارات رنانة… ليعلو صوتك أكثر محفزًا إياها لتثور.. لتسترد شخصيتها ومكانتها ودورها في المجتمع… قل لها أنتي لاتقلين عن الرجل.. لابد أن تقتحمي الحياة لتشاركيه كل مكان
أنتِ لستِ مجرد وعاء ينجب للرجل أطفالًا وتضيع حياتك لخدمتهم وخدمته.. لديكِ من القدرات ما يساويه فلتتساويا في كل شيء.... وهكذا
تم دقّ أول إسفين بين الرجل والمرأة في الأسرة بدلًا من أن يكون المسمى زوجان من نفس واحدة، كما ذكر الله في القرآن الكريم : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا . وأن تكون الحياة بينهما مودة ورحمة… وكما جاء في الإنجيل
فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ» صار الشعار المرأة تساوي الرجل… ونسي أغلبنا موضوع المودة والرحمة وبدأ الصراع بين ركني الأسرة لتبدأ الأسرة في المجتمع تتخذ شكلًا آخر يصل بنا إلى ما وصلنا إليه من ارتفاع معدلات الطلاق في بلادنا إلى معدل لم يكن متوقع ابدًا أن نصل عليه، أصبحتا نسمع كلمة الطلاق وهم يتفقون على الزواج…. أصبح هناك حالة استعداء وتربص…. أُنشِئت المجالس لتأخذ للمرأة حقها من الرجل وتبهدله في المحاكم على حد التعبير الدارج، وبالمقابل صار الرجل يتفنن في إذلال المرأة حتى لا تستقوي عليه وتصبح مثل النماذج المستقوية التي نسمع عنها... ويسعى على قول المثل أن يتغدى بها قبل أن تتعشى به، أصبحت معظم البيوت ساحة حرب… أحيانًا باردة ولا تلبث قشة صغيرة أن تشعلها نار موضوع يستحق أن تُفرَد له الصفحات ونتمنى أن نقوم بذلك وأن نحاول أن نكون أحد الإطفائيين لنيران تهدم الأسر معظمها من مستصغر الشرر… لولا حالة التربص ما كان لها أن تشتعل لتهدم الأسرة.
ثانيًا: هدم التعليم
ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم… لا تجعل له أهمية في المجتمع …. قلل من مكانته حتى يحتقره طلابه…. إجعله مسخا …. ثم انشر شعارات محتواها فارغ وسمعها رنان ….. أكثر من حشو لايتم الاستفادة الحقيقية به في المجتمع …. ساهم في أن تعطل العقول وتمرنها على التلقي … إمنع الطالب أن يبدع … فلاتجعل لديه من الوقت لذلك … يحتاج الدارس لمزيد من التعليم فيلجأ لمعلم يستأجره في منزله … تزداد مكانة المعلم هبوطا عندما يعمل لدى تلميذه …. ينافق المدرس التلميذ ليحصل على مال ….. يستمر المدرس في تفاق التلميذ ولي نعمته فيعطي له الامتحانات … يسهل له الغش …. ويبدا بعد تخريب العقول وتعويدها على التلقي والتلقين تخريب الذمم … فالدارس الذي اعتمد الغش وسيلة تصبح عنده اسلوب حياة
موضوع آخر يستحق أن يتم فرد صفحات لتحليله ودراسته
ثالثًا: إسقاط القدوة
ولكي تسقط القدوات عليك بالعلماء … إطعن فيهم … قلل من شأنهم… شككك فيهم حتى لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد…. إصنع أشباه علماء وقدمهم في إعلام زائف ليقودوا لطريق التجهيل التام … إصنع دعاة يتشددون ….واصنع مدعين كمفكرين يسهلون، ثم حرضهم ليتناقشوا ..ويسود الشك والتشكيك
وفي نفس الوقت فقد تم ضرب القدوة من العلماء … فهذا متسيب …..وهذا فكره السياسي لايعجبنا … وهذا يرتاد النوادي …وهذا يرتي أزياء الغرب.. وهذا يسمع الموسيقى، وهكذا يتم وصم كل عالم … فيصبح الجميع غير محل ثقة، ويدخل الدعاة بين إفراط وتفريط بجهلهم لتمزيق الأمةوهكذا يتم إسقاط الحضارات.
فإذا اختفت اﻷم الواعية واختفى المعلم المخلص وسقطت القدوة فمن يربي النشئ على القيم؟؟؟؟؟ وإذا ضربت عمود الأساس من منشئه فكيف يمكنك إقامته بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلتتتابعوا معي أعزائي حديثنا من بدايته…
وتابعوا معه حالنا….
ستأتي لأذهانكم فورًا كل خطوات الشيطان التي اتَّبعناها بسلاسة ونعومة دون أن ندري.. وما زلنا نتبعها إلا من رحم ربي سترون أننا من نهدم حضارتنا … بأيدينا.. وبإتباعنا فكر مخرب يتسلل إلى العقول بنعومة.. وبشعارات ظاهرها جميل وباطنها دمار.
فتنة الدجال سترون أن السيد رئيس جمهورية مصر العربية عندما قال أننا شبه دولة…. رصد حقيقة نرفض الاعتراف بها رغم أننا من صنعناها….. وعندما يقول رئيس الدولة هذا معناه أن لديه رغبة صادقة في إعادة بناء الدولة.. وأنه يطلب من الجميع العمل معه.. فالبناء لايمكن أن يبنيه فرد مهما بلغت قوته.
ولتتمعنوا في هدايات سورة الكهف التي هي من سنن يوم الجمعة والتي نرددها كل أسبوع.. ولنرَ فيها كيف أن ذي القرنين والذي ملك الدنيا من شرقها لغربها عندما أتى له قومه يطلبوا منه بناء ردما بينهم وبين قوم يأجوج و مأجوج … لم يضطلع وحده بالبناء وهو الذي يملك من القدرات مالايملكه غيره… وإنما قال لهم أعينوني بقوة، فهل تستيقظ أمتنا من غفوتها….
هل يفيق أهلنا من التغييب المتعمد على مدار عقود…. بدأت منذ بدأ التخطيط لإقامة إسرائيل وسيطرة الدولة الصهيونية على العالم…. منذ المؤتمر الصهيوني الأول للمنظمة الصهيونية، والذي عُقِد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس 1897، وبدأ التنفيذ الفعلي من وقتها.
أمة إقرأ…. لاتقرأ
ولو قرأت لا تفهم
ولو فهمت لاتعمل
هكذا قالها موشيه ديان عندما نفذ في 1967 نفس خطته في 1956 وناقشه القادة فقالها لهم.
فهل نظل هكذا حتى يأتينا يوم نبكي فيه حالنا ؟ ادعو الله ألا يـأتي هذا اليوم أبدا
وأن نستيقظ لنحقق مايجب علينا تحقيقه ….
أن يفعل كل منا كل مافي استطاعته من جهد ليقف ضد كل دعاة الفتنة …وهم للأسف يرتدون قناعا زائفا من الوطنية مرة ومن الدين مرة ويظنون أنهم غير معلومين
إرحموا مصر يا من تدعون حبها … الحب ليس كلمات تنطلق في حب مصر …. الحب أن تحب كمصري كل ابن لمصر حتى لو كان مختلفا معك … أن تحتويه.. تصلحه لتبنيا معا وطنا يستحق أن نحبه….
لاتكونوا كملوك الطوائف الذين اضاعوا الأندلس ليبدأ بعدها استمرار الضياع
أفيقوا حتى لايأتي يوم نقول لكم فيه كما قالت عائشة أم آخر ملوك الأندلس لابنها …
«ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال» وعاش منفيا حتى مات ولايعرف عنه أحد شيئا.
أنتم السؤال والجواب أنتم
فهل تجيبوا ؟؟؟؟؟؟
