الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فى ذكرى وفاتها.. قصة "بنت الشاطىء" التى رفضت التفسير العصرى للقرآن

الثلاثاء 01/ديسمبر/2020 - 10:08 م
هير نيوز

تحل علينا اليوم ذكرى وفاة امرأة من طراز فريد، وهى عائشة عبد الرحمن الملقبة بـ"بنت الشاطىء"، وبالنظر إلى نشأة تلك السيدة نجد أنها كانت عامل أساسي فى تفوقها وتميزها العلمى والعملى.

وقد تأثرت شخصية عائشة عبد الرحمن بالمجتمع المحيط بها بل أكدت أكثر من مرة أنه البيئة التى نشأت فيها كانت السبب فى النجاحات التى حققتها فى عهد لم تكن فيه المرأة حاصلة على كافة حقوقها.

ولدت عائشة فى مطلع نوفمبر عام 1913 م فى دمياط، وكان والدها عالم أزهرى، كما كان جدها لأمها شيخًا بالأزهر، مما شجعها على حفظ القرآن الكريم لكن بسبب تحفظ عائلتها درست فى المنزل.

حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات فى عام 1929م، ولم تكتفى بترتيبها الأول على القطر المصري، حيث حصلت على الشهادة الثانوية، لتلتحق فيما بعد بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة لتتخرج في عام 1939 م، وذلك بالرغم من رفض والدها.

وعندما كانت فى عامها الثانى بالجامعة لم تكتف بالدراسة، حيث ألفت كتابا تحت عنوان: الريف المصري، وأكلت الدراسة بعد تخرجها من الجامعة لتنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى فى عام 1941م.

وبالنظر إلى حياتها الاجتماعية نجد أنها تزوجت من الدكتور أمين الخولى أستاذها بالجامعة وصاحب الصالون الأدبي الشهير بمدرسة الأمناء، لتنجب منه ثلاثة أبناء،ومن ثم واصلت دراستها العلمية حتى استطاعت أن تنال رسالة الدكتوراه فى عام 1950م، وذلك بعد مناقشتها مع الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى.

تدرجت فى العديد من المناصب الهامة، فقد عملت أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في دولة المغرب، أستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس، أستاذ زائر لجامعات أم درمان فى عام 1967م، أستاذ زائر لجامعات الخرطوم، أستاذ زائر لجامعات الجزائر فى عام 1968م، أستاذ زائر لجامعات بيروت فى عام 1972م، أستاذ زائر لجامعة الإمارات فى عام 1981م، أستاذ زائر لكلية تربية البنات في الرياض من عام 1975م حتى عام 1983م.

عشقت الكتابة وبدأت النشر منذ سن الـ18 عامًا فى مجلة النهضة النسائية، لتكتب بعدها بعامين فى جريدة الأهرام؛ لتكون بذلك ثانى سيدة تكتب بها بعد الكاتبة والأديبة مي زيادة، ويصبح لديها مقال أسبوعى ثابت بالجريدة.

دافعت بنت الشاطئ من خلال كتاباتها عن الإسلام، وهاجمت التفسير العصري للقرآن الكريم، كما دعمت بقوة تعليم المرأة وطالبت باحترامها استنادًا لمنطق إسلامى واضح وحجة فقهية أصولية، فضلًا عن موقفها الصارم تجاه البهائية نظرًا لعلاقتها بالصهيونية العالمية.

أثبتت قدرتها القوية على الكتابة من خلال العديد من المؤلفات التى قد تتخطى الـ40 مؤلفا مابين دراسات إسلامية وفقهية وتاريخية وأدبية، ومن أبرزها مخطوط الخنساء الشاعرة العربية الأولى، كتاب بطلة كربلاء، نساء النبي، بنات النبي، سكينة بنت الحسين، أعداء الشر، أرض المعجزات، سيرة ذاتية بعنوان: على الجسر؛ تضمن طرفًا من سيرتها الذاتية بعد وفاة زوجها.

كتبت عائشة عبدالرحمن العديد من المقالات باسم مستعار "بنت الشاطىء"، وذلك تأثرًا بنشأتها على شاطىء دمياط، إلى جانب خوفها الشديد من تحفظ والدها.

حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر فى عام 1978 م، جائزة الدراسات الاجتماعية والريف المصري فى عام 1956م، وسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، جائزة الأدب من دولة الكويت فى عام 1988 م، أول امرأة تحصل على جائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي فى عام 1994 م.

نالت عضوية العديد من المؤسسات الإسلامية بالرغم من أن هذه المؤسسات كانت لا تمنح للنساء عضويتها، وفى مقدمة تلك المؤسسات مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، فضلًا عن عدد من المجالس القومية المتخصصة.

تم إطلاق اسمها علي عدد كبير من المدارس وقاعات المحاضرات في كثير من الدول العربية.

وبعد تلك الرحلة الحافلة بالإنجازات توفيت عائشة عبد الرحمن أول امرأة تحاضر بجامعة الأزهر، عن عمر يناهز الـ86 عامًا نتيجة لسكتة قلبية في يوم الثلاثاء الموافق 1 ديسمبر 1998م.