«علشان ميتعاملوش مع الصنايعية».. «الهندسة» بين جنة الفتيات ونار الآباء
الجمعة 12/فبراير/2021 - 03:55 ص
هدى همام
على الرغم من انتشار ما يُسمى بالمساواة بين الرجل والمرأة ما زالت نسبة مُشاركة النساء في مجال الهندسة قليلة، خاصة في المجتمع العربي وذلك يرجع لفكرة أولياء الأمور ورفضهم لتعامل بناتهم مع «الصنايعية» في الشوارع وأماكن العمل المُختلفة، وعلى الرغم من ذلك، تحقق الفتيات نجاحًا كبيرًا في هذا المجال.
«هير نيوز» ترصد خلال السطور التالية، نسب إقبال الفتيات على كلية الهندسة في المجتمع العربي ودول العالم، فبحسب الدراسات تصل النسبة في دول متقدمة كأوروبا وأمريكا الشمالية إلى 19% وفنلندا 22%، ولكن ما يجدر ذكره هو أن نسب خريجي الهندسة من النساء في قُبرص 50% والدنمارك 38% ومنذ العقد الماضي ما يعادل خُمس الخريجين فقط في الولايات المتحدة من النساء.
أما "نيوزيلندا" نجد مشاركتهن تراجعت في مجال الهندسة من 33% إلى 27% مع وجود استثناءات إقليمية ففي دول أفريقيا والعالم العربي وبعض دول آسيا ازداد عدد خريجي الهندسة من النساء ففي الفيتنام توجد 3 نساء من بين كل عشرة رجال أي بنسبة 31% وماليزيا 39% وبروناي 42%.
وأوضحت بعض الدول الأفريقية أن نسبة المهندسات منذ عام 2000 تجاوز بشكل ملحوظ الـ5% ومع ذلك لا تتجاوز نسبة خريجي الهندسة من النساء 20% مع وجود استثناءات في ليبيريا وموزمبيق.
أما العالم العربي فشهدت الإمارات العربية المتحدة أعلى النسب وفلسطين والجزائر 31% لكلٍ منها أما عمان بنسبة مدهشة وصلت لـ53%.
وعلى العكس فإن الحال يختلف فى العالم العربي حيث يشهد مشاركة قوية للنساء في مجال الهندسة، خاصة أن عدد من الدول اتخذت إجراءات لتشجيع المرأة على دخول عالم التصنيع والهندسة من خلال تطوير الاقتصاد المعرفي وإنشاء قاعدة بيانات للموارد البشرية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة.
وأرجعت عدد من الدراسات غياب النساء تاريخيًا فى هذا مجال الهندسة إلى الإفراط في التركيز على نموذج "الذكر المعيل" على الرغم من أن نسبة هذا النموذج انخفضت فنجد في غالب الأحياء المرأة هي التي تُعيل الأسرة خاصة الفترة الأخيرة فإن العديد من الأشخاص – بما فيهم النساء للأسف – ما زالوا ينظرون إلى الرجال أنهم مصدر الكسب الأساسي.
وأضافت الدراسات أن تركيز الأسر فى التنشئة الاجتماعية للمرأة خلال الطفولة والمراهقة أن الهندسة "مهنة ذكورية" سبب رئيسي، ويشعر بعض العلماء أن الإعلام قدم المرأة في قوالب "المهن النسائية" كـ"الممرضات والمُعلمات وربات البيوت" فقط.
واقترحت "كريستينا هوف سومرز" كاتبة وفيلسوفة أمريكية أن مواضيع مثل الهندسة قد لا تلبي اهتمامات النساء المعتادة كرعاية الآخرين وهذا لا يُعني أنهن أقل قدرة من الرجال بل أقل اهتمامًا بالموضوع ويُعزز هذا، الآراء الاجتماعية والسياسية للأساتذة الأمريكيين بنسبة 75% لصالح الإدعاء بأن اختلاف الاهتمامات بين الرجال والنساء هو السبب في التباين لا التمييز.
ونسبة لآراء بعض طالبات الهندسة في الجامعات المصرية، قالت الطالبة آية أشرف هندسة الجامعة البريطانية قسم عمارة: "علميًا ميكانيكا اكتر قسم بيحصل للبنت تنمر لو دخلته، وعمليًا عمارة أكثر وبيقولوا القسم دة للبنات وأي ولد يدخله يبقى فرفور هم شايفين القسم سهل ومبتنزلش موقع مع إن عمارة دراسيًا أصعب وعشان كله رسم هما شايفينه للبنات بس وبيقولوا قسم تافه واكتشفت ان البنات هي اللي بتساعد الولاد أنهم ينجحوا وفي أكتر من قسم في هندسة الولاد بيستسهلوا ويخرجوا يتفسحوا وقبل الامتحان بيوم بيتفقوا مع بنات تحللهم والجروب بروجكت بيبقى معانا ولاد بيرموا كل الشغل على البنات وفي جروب على الفيسبوك لهندسة عندهم عنصرية مش طبيعية ان بنات هندسة بشنب وانها للولاد وان البنات واخدين مكان الولاد والبنت آخرها تتجوز وتقعد في البيت والولاد دايما شايفين ان كليات القمة ليهم ومفروض البنت لو جايبة مجموع عالِِ في ثانوي تدخل أي كلية مش كليات قمة ولازم تسيب مكان للولد عشان يدرس ويشتغل مكانها لأنها مش هتقدر تتعامل مع (الصنيعية) ودة مجتمع ذكوري وقليل قوي اللي مش بيعتمد فيهم على البنات".
وأضافت "ندى مدحت" قسم ميكانيكا BUE: "لو على ميكانيكا فأكيد سمعتي كلام زي عايزة تكوني بلية؟ هتعملي إيه وسط العمال؟، وأنتِ مالك بالزيت والشحم؟ مع إن في نماذج كتير وحتى بدأت تظهر الفترة دي عن بنات اتميزوا في حاجات كتير، وأول كلام كان من أهلي أصلا بابا أول واحد قالي هتدخلي وسط الرجالة تشتغلي ازاي انتي بنت يعني مش هتقدري تشيلي شغل زيهم مع إن معظم اللي بيتكلموا مش فاهمين لأن ميكانيكا مش عبارة عن عمال وزيت وشحم بس! فيها شغل كتير يخليني متعاملش مع حد، ممكن أقعد على مكتب بس أكيد أنا مش حابة كدة، كان ممكن أدخل أي كلية أتخرج وأقعد على مكتب أنا دخلت الحاجة اللي شايفاها أحسن ليا".
وقالت شهد سمير جامعة الدلتا قسم اتصالات: "أنا من وجهة نظري البنات متفوقين عن الولاد وفي دكتور عندنا في الكلية متضايق من الموضوع دة إننا لما بنبقى قاعدين في المحاضرة والدكتور يسأل سؤال والبنات ترفع إديها يسيب البنات ويوقف أي ولد بالعافية بس غير كدة مشوفتش تنمر بين الطلبة وبعضها وكلنا بنساعد بعض في التسليمات هو بس الدكتور عايز الولاد يبقوا أذكى وأشطر ومتفاعلين معاه أما عن القسم هو مش سهل قوي بس أنا اللي اخترته وحباه".
وقالت "حبيبة وليد" قسم كهرباء اتصالات BUE: "ليس لدي أي مشكلة في دراسة الهندسة بالعكس معظم الأوائل على الدفعة بنات الأولى والثانية بنت والثالث ولد وأكيد لهذا معنى كبير وعلى حسب كل شخصية بنت هل تستطيع التعامل مع القسم والعمال وشخصيتها قوية أم لا".
ووفقًا لمؤسسة العلوم الوطنية تحصل النساء عمومًا على معدلات تخرج أعلى من الرجال ومع ذلك يتفوق الرجال عليهن في عدد الشهادات الهندسية حيث كانت النسبة 17% عام 1989 وعام 2008 كانت 19.6%.