بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا

بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا.. من الصعب إنكار أن محتوى الدراما السعودي في فترات ماضية عانى من تحديات كبيرة، سواء من حيث الجودة الفنية أو نقل الواقع الاجتماعي بشكل مؤثر وواقعي. ومارست كل فئات المجتمع - بلا استثناء- فنون النقد والتقييم القاسي و »الحسافة» على الأموال التي تدفع مقابل تلك الأعمال التي لا يمكن أن توصف بأقل من أنها تهريج وسخافة وهراء. وكل هذا قد تتعدد أسبابه، مثل محدودية الخبرات الفنية في بعض الأحيان، أو الاعتماد على قوالب تقليدية لا تعكس تطلعات الجمهور أو الواقع الذي نعيشه. ولكن، يمكننا رؤية صناعة الدراما في السعودية كيف خضعت لعدة تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، وكانت هناك محاولات جادة لتحسين هذا الوضع، خصوصًا بعد الاهتمام المتزايد من قبل الهيئات الحكومية والخاصة بـ (صناعة الدراما) بكل منتجاتها من أفلام ومسلسلات ومسرحيات، بعد صراعات سابقة مربكة ووهمية، كما أن المشاهد السعودي اليوم أصبح أكثر وعيًا وانتقادًا للمحتوى الذي يُعرض.
بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا.. وبصراحة كنا نعيش حالة من الإحباط الكبير خصوصا في رمضان حيث الإنتاج الدرامي الضخم والميزانيات المرصودة لهذا الشهر فقط. ثم ما إن يبدأ الشهر حتى نجد أنفسنا أمام افتقار للعمق في القضايا الاجتماعية، وتكرار ممل للأفكار المطروقة التي لا تعكس تنوعنا الثقافي بشكل حقيقي. وتصعيد لـ
(مشاهير الفلس) -إن صحت التسمية- وتسليط الضوء عليهم وزيادة متابعيهم بتقليدهم الساذج، يزعجنا ويفرحهم.
بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا.. وكما مارسنا النقد اللاذع، لا بد أن ننصف اليوم التقدم الملحوظ في السنوات الأخيرة. وهذا التغيير جاء نتيجة لعدة عوامل. أولًا، الحرية التي أصبحت أكثر وضوحًا في التعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية، والاهتمام بجودة الإنتاج من قبل شركات الإنتاج التي بدأت تستثمر بشكل أكبر في صناعة الدراما. والأهم من هذا هو الاهتمام بالقصص المحلية حيث أصبح صناع المحتوى أكثر اهتمامًا بتقديم قصص قريبة من واقع الحياة اليومية للسعوديين، بدلًا من تقديم محتوى غير مرتبط بالواقع. ولذلك بدأت الدراما تروي قصصًا حقيقية تنبض بالحياة، وتحتوي على عناصر تعكس ثقافة المجتمع السعودي بكل تنوعه. ولا يمكن أن ننكر كذلك أن هناك تطورا كبيرا في كتابة السيناريو والاعتماد على ورش العمل الجماعية بدلا من التفرد المطلق بالكتابة، ما وفر لدينا تنوعا في الموضوعات وأصبحت أكثر جراءة، من قضايا الشباب إلى التحديات العصر، مرورًا بالعلاقات الأسرية، والتحديات الاقتصادية، والتحولات الاجتماعية التي تشهدها السعودية. ولعل من أبرز النقاط كذلك ظهور أسماء صاعدة مبدعة، منحت الدراما السعودية نكهة جديدة، وجنبتها الاعتماد على عناصر غير سعودية أخرى لا تتقن اللهجة المحلية.
بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا.. رمضان مختلف على مستوى الدراما المحلية، جعل من كنا نلجأ إليهم للاستمتاع بدراما منطقية على الأقل، تتجه بوصلتهم نحونا ويتابعون أعمالنا. سعداء بهذا الجيل والمستوى والتنوع وبكل تأكيد دائما الطموح أكبر.
بقلم ماجد الجريوي : دراما تشبهنا