وُلدت صفية المهندس عام 1922 لعائلة مثقفة، فوالدها اللغوي الكبير محمد المهندس، وشقيقها الفنان الراحل فؤاد المهندس. نشأت في بيئة محبة للفنون والثقافة، مما دفعها لدخول عالم الإعلام. التحقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم انضمت إلى الإذاعة المصرية عام 1945، لتبدأ مسيرة مهنية مليئة بالإنجازات.

بدأت صفية المهندس مشوارها كمذيعة، واشتهرت ببرنامجها الشهير "ركن المرأة"، وخاصة فقرة "إلى ربات البيوت" التي انطلقت عام 1947 واستمرت لأكثر من 30 عامًا، حيث ناقشت قضايا المرأة المصرية والعربية بأسلوب بسيط وهادف.

وبحسب الهيئة العربية للإعلام، استمرت نجاحاتها حتى أصبحت أول سيدة تتولى رئاسة الإذاعة المصرية عام 1975، وهو منصب لم يكن من السهل أن تحصل عليه امرأة في ذلك الوقت، مما جعلها قدوة للأجيال الجديدة من الإعلاميات.

قضت صفية المهندس سنوات طويلة داخل أروقة الإذاعة، وحصلت على جوائز وتكريمات عديدة من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ونقابة الأطباء المصريين. ومع ذلك، كانت تعتبر لقب "أم الإذاعيين" الذي منحها إياه زملاؤها وتلاميذها هو التكريم الأغلى على قلبها.

ورغم رحيلها في 13 يونيو 2007، لا تزال بصمتها واضحة في الإذاعة المصرية، إذ تركت إرثًا غنيًا من البرامج الهادفة والتجارب الرائدة. وفي اليوم العالمي للإذاعة، يحتفي الإعلاميون بذكراها، تقديرًا لدورها الكبير في خدمة الإعلام المصري والعربي.