«هيلانة سيداروس».. أول بطولة نسائية من صنع «البالطو الأبيض»
الأحد 07/فبراير/2021 - 09:59 م
ساندي جرجس
أثبتت المرأة المصرية للعالم منذ قديم الأزل أنه لا يوجد مجال أو مهنة قاصرة على الرجال فقط، فهي قادرة على تقلد مناصب قيادية قوية والعمل في شتى المجالات بالمثابرة والكفاح حتى يمكنها تحقيق ما لا يستطيع تحقيقه الرجال.
ومن أبرز المجالات التي كانت تقتصر قديمًا على الرجال فقط هو الطب، حتى انضمت إليه أول امرأة مصرية في عام 1929، وهي طبيبة مصرية تُدعى "هيلانة سيداروس".
تمكنت "هيلانة سيداروس"، التي ولدت في طنطا عام 1904، أن تلتحق بكلية البنات القبطية وأظهرت خلال دراستها تفوقًا غير عادي، مما شجع أهلها على إلحاقها بالقسم الداخلي بمدرسة السنية بالقاهرة، ثم ألتحقت بكلية إعداد المعلمات، وفي أثناء دراستها جاءتها بعثة للسفر إلى إنجلترا لدراسة الرياضيات.
وكانت الفتاة المصرية هيلانة سيداروس، تنتمي إلى أسرة متوسطة الحال ولكنها استطاعت أن تتغلب على كل الصعاب حيث لم يكن مسموح الفتيات في ذلك الوقت بالتعليم، وإذا سمح لهن فلن تتعد الصف الثالث الابتدائي ثم يمكثن في بيوتهن حتى يتزوجن.
ولكن عندما سافرت "سيدراوس" إلى لندن عرض المستشار الثقافي عليها أن تدرس الطب وأخبرها أن مصر تعكف على تدريب فريق من الطالبات المصريات في مجال الطب ليتولين إدارة مستشفى النساء والذي سيبني من خلال جمعية كيتشز الإنجليزية بالقاهرة.
وبعد إتمام دراستها في لندن، تخرجت هيلانة بعد سبعة أعوام أي في عام 1929 من كلية الطب الملكية بلندن، وأصبحت أول طبيبة مصرية وعربية وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها.
ثم عادت هيلانة للقاهرة في عام 1930 لتعمل في مستشفى كيتشز، وأصرت أن تفتح عيادة خاصة بها وتتلقى مرضاها، على الرغم من أن الأمر لم يكن مألوفا فقد كان أقصى ما يمكن أن تعمل فيه المرأة المصرية هو مجال التدريس أما مهنة الطب فقد كانت قاصرة على الرجال فقط.
وفتحت "هيلانة" أول عيادة لطبيبة مصرية في منطقة "باب اللوق" بجانب عملها في المستشفى القبطي، والذي كانت تقوم فيه بعمليات التوليد وذلك بدعم من د. نجيب محفوظ رائد علم أمراض النساء.
ومن المُثير أيضًا أن هيلانة سيدراوس هي أول امرأة تقود سيارة في مصر، لذلك بقيت سيرتها محفورة في تاريخ المرأة المصرية، لقوتها وعزيمتها على تحقيق النجاح وإثبات أن المرأة المصرية قوية بما يكفي للنجاح في مثل هذه المهن.