لقبها المُحافظ بـ«العمدة».. «فاطمة» محامية على ثقالة المعمار
السبت 06/فبراير/2021 - 05:32 م
حنان نوح
وقف اللسان حائرًا أمام نموذج من المرأة المصرية، وعجزت الكلمات عن تجميع المفردات التي تعبر عن بطولاتها، وقفت صامدة لأكثر من 45 عامًا أمام الأعمال الشاقة، والتي لم يتحملها سوى الرجال.
- نشأتها
الحاجة فاطمة سيد أحمد الورواري، ابنة محافظة الإسماعيلية، والتي تقيم بإحدى قرى مركز مدينة التل الكبير ذات، تعمل في مجال البناء والتشيد لمواجهه أعباء الحياة خاصة بعد انفصالها عن زوجها وأصبحت مسؤولة عن تربية ابنتيها.
ولدت "فاطمة" لأسرة متوسطه الحال، والدها كان يعمل خفير نظامي، ويعود بعد مواعيد عمله للعمل في البناء، وكانت تساعده منذ الصغر حتى وصلت للصف السادس الابتدائي لتجد نفسها على قدرمن تحمل المسؤولية وأخذت مقاولات خاصة بها لزيادة دخل الأسرة.
- الدراسة الجامعية
على الرغم من تجاوز عمرها الستين عامًا، إلا أن الإصرار ما زال يدعمها في مواجهة أهوال الحياة، فقررت استكمال دراستها منزليًا حتى حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق، وعلى الرغم من ذلك فضلت العمل في المعمار التي توارثتها عن والدها زعما منها بأن الوظيفة لم تحقق الدخل التي تحققه من المعمار.
وصلت "فاطمة" في دراستها إلى المرحلة الثانوية العامة ولكنها لم تستكملها بسبب رسوبها لمده عامين متتالين لوفاة أخويها ولكن رودها طموحها لتعود مرة أخرى لاستكمال دراستها بعد إنجابها والتحقت بالثانوية العامة "منازل"، ونجحت والتحقت بالمعهد الفني التجاري بالزقاريق ولكنه لم يحقق طموحها، فالتحقت بكلية الحقوق وتخرجت منها وحصلت على الليسانس ورغم ذلك لم تعمل بشهادتها ولتتجه للبناء.
- رحلة المعمار وسنوات العمل
عملت فاطمة منذ الصغر مع والدها في المعمار حتى زواجها وعادت للعمل إليه مرة أخرى بعد انفصالها، حتى لُقبت بالعديد من الألقاب منها "العمدة"، وذلك من محافظ الإسماعيلية السابق عبد العزيز سلامة، كما لقبها أهل البلدة بـ"الأستاذة فاطمة" نظرًا لتعليمها وحصولها على الليسانس رغم عملها وظروفها.
- خدمات "فاطمة"
قدمت "فاطمة" العديد من الخدمات لمجتمعها فكانت تعمل على حل المشكلات بين الأهالي، كما بنت مدرسة ذات الفصل الواحد لتعليم الأطفال، وتبرعت بأرض لبناء مسجد ودار مناسبات، ومصنع لتدوير القمامة عمل به الكثير من أبناء قريتها.