بيداء عن بطل "مذكرات أبي": الحرب اغتصبت رجولته
صدرت مؤخرًا رواية "مذكرات أبي" عن دار الأدب للنشر والتوزيع للكاتبة السورية بيداء الصالح العبد، وهي رواية مليئة بكل المشاعر ومتناقضاتها، الحب والذل، الألم والقهر، الحزن والفرح.
تقول بيداء عن روايتها "مذكرات أبي" في تصريحات خاصة لـ"هير نيوز": "كتبتها في لحظة حزن وضعف، لا أدري بالضبط ماذا يسعني أن أسميها ولكنها لحظة قاسية، لم أسمع في ليلة كان الظلام يأكل فيها كل شيء، إلا آنات والدي، آنات التعب، القهر، القسوة من هذا الوضع الذي وصلنا إليه بسبب الحرب، كتبتها في ثلاثة أشهر كانت قاسية جدًا، ولكنها أثمرت، الحزن أثمر لي ابن خامس تحت اسم "مذكرات أبي".
وأضافت "بيداء": "سيقول البعض ثلاثة أشهر تجيب رواية بها، فهذا ضرب من الضحك أو الجنون، ولكن لا، لايوجد ما هو ضرب من الجنون عندما يأكلك الآلم ولا تجد مخدر لك غير الكتابة، والكتابة هي التي جعلتني أولد هذه الرواية التي غلبها الحزن، أرهقها وأرقهني، هذه الرواية اقتلعت مني جزء كبير في ثلاثة أشهر استهلكتني جدًا، تعتبر من الطابع السوداوي، الديني تارةً، وربما تعتبر من الطابع التراجيدي الكبير، تارةً أخرى".
وتابعت "بيداء": "كان البطل في "مذكرات أبي" باذخ الحزن، عظيم الهمة، أماته الهم، وخوفه على أطفاله، الحرب اغتصبت زوجته، وقلبه، ورجولته، أصبح "جحش سياسة" كما قال البطل في الرواية، كان جحش في كل شيء ولفظة جحش هنا سوف تعرفون ما المقصود بها عند قراءة الرواية، هنا تجدون خوض البطل في مستنقع الأحداث والحرب في سوريا، حيث سكن في مدينة الرقة،وقرر أن يكسر قلبه ويهاجر ليخوض تجربة غريبة في تركيا، وبعدها يصل لألمانيا بكثير من الحزن الذي يفعل به فعلته هناك، حيث تظن أنك عبرت اليابسة يبتلعك المحيط".
وعن كيف تعبر عن المرأة في كتاباتها الأدبية قالت "بيداء": "أعبر عنها بكتاباتي بشخصيتها الحقيقية، أي المرأة العاطفية، المرأة النقية، السكينة، الرحمة، فدومًا أظهر المرأة بهذه طريقة، لأنها فطرتها التي فطرها عليها الله، وأنا أحبذ جدًا هذه الفطرة، فالمرأة في شخصياتي امرأة رحيمة ولكنها قوية في ذات الوقت، مكافحة مع عاطفة جياشة، أي أنني دومًا أحاول أن أوازن بين العاطفة والعقل لديها، فأعبر عنها كرمز للحب، الصبر والقوة".
ومن الجدير بالذكر أنه صدر من قبل للكاتبة بيداء الصالح العبد، رواية "حماقة"، كما صدر لها كتاب "عيناه وخضراء كالقهوة"، وكتاب "هايبومنيا"، وكتاب "جلسات شاي بالزنجبيل".