الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أمل سليمان.. أول مأذونة شرعية في العالمين العربي والإسلامي

الجمعة 05/فبراير/2021 - 02:41 م
هير نيوز



استطاعت النساء المصريات تحدي الرجال في كل المهن، بما فيها مهنة المأذون الشرعي، وكانت أمل سليمان عفيفي أول مأذونة شرعية في مصر، تقوم بتوثيق عقود الزواج، لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لها، ولكنها واجهت كل الصعوبات بإرادة قوية ورغبة جارفة في النجاح.

أمل سليمان عفيفي، من مواليد محافظة الشرقية، وحصلت علي ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق عام 1998 ،كما حلصت علي دبلومين في القانون العام والجنائي عام 2005، وتحمل درجة الماجستير في القانون، وهي أول مأذونة شرعية يتم تعيينها في هذه المهمة في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.

أثارت " أمل "، ضجة واسعة فى المجتمع بإعلانها التشريح لمنصب المأذون بمدينة القنايات، بعد وفاة المأذون الشرعى بها، وزوجها هو الذى شجعها على الترشيح، وفكرت فى الترشح لتؤكد للجميع أن التجربة أثبتت نجاح المرأة فى هذه المهنة ، لتكون على موعد لدخول التاريخ، لتصبح مهمتها " توفيق راسين فى الحلال".

نشأت فى أسرة بسيطة، وحصلت على ليسانس حقوق، ثم تزوجت وانجبت أربعة أبناء، وزوجها هو الداعم الأول لها، حيث وقف بجوارها وشجعها على استكمال مسيرة التعليم فى حياتها، وقامت بالحصول على الدراسات العليا والحصول على درجة الماجستير.
وكانت حكاية تعيينها مأذونة مفاجأة لمصر كلها ، حيث كانت أول مأذون شرعى أنثى بالعالم الإسلامي والعربى بعد موافقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر، وكانت المرة الأولى التى يتم فيها السماح لامرأة بالقيام بتوثيق عقد الزواج، وتم ذلك فى إطار أن المأذون هو موثق وله إذن من القاضى الشرعى بهذا التوثيق وتوافر لدى شروط المؤهل العالى وحسن السير والسلوك .

تقدمت بأوراقها لهذا المنصب في 25 فبراير 2008 ، وتنافست مع 10 رجال على هذا الموقع ،حتي حصلت عليه وقد صدق وزير العدل المصري في 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر في فبراير الماضي بتعيينها في هذا المنصب، لتعقد أول زواج شرعي مساء السبت 25 أكتوبر 2008 بحضور إعلامي واسع لتغطية الحدث الأول من نوعه، ، وعقدت منذ تعيينها أكثر 3000 عقد .

واجهت" أمل"، فى بداية الأمر صعوبات منذ اللحظة الأولى لتقديمها الأوراق بمحكمة الأسرة بالزقازيق، كانت البداية عندما اعتقدت أن الأوراق المطلوبة للتقدم لا تتعدى شهادة التخرج والميلاد وصورة البطاقة الشخصية، ولكنها اكتشفت شروطًا أخرى مثل ضرورة تصديق 10 رجال على موافقتهم بالعمل باعتبارها شهادة حسن السير والسلوك، وبالفعل تمكنت من الحصول على الموافقة ولكن بصعوبة بسبب العادات والتقاليد التى ما زالت تتحكم فى المجتمع.

وكان أغرب هذه الصعوبات، عندما ذهبت للتقديم، حيث فوجئت برئيس القلم الشرعى بالمحكمة والمنوط به تسلم الأوراق يتهمها بمخالفة الشرع ، ولكن بالرجوع للقاضى الشرعى "رئيس محكمة الأسرة" الذى عقد لجنة من قضاة غيره وقرر قبول ورقها كخطوة أولى فى التقديم، وتنافست مع غيرها من الرجال على هذا الموقع حتى حصلت عليه وقد صدق وزير العدل المصرى "ممدوح مرعى" فى 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر بتعيينها فى هذا المنصب.

وفى الوقت التى كانت " أمل" حديث القهاوى بمدينة القنايات منذ إعلان ترشيحها، وتوقعها الكثير من الانتقادات ، إلا أن الأخلاق الريفية لم تعرضها لأى كلام محرج من أهالى المدينة أثناء سيرها ، فلم تسمع أى كلمة تؤذيها معنويًا ونفسيا، واستطاعت أن تصل إلى قلوب الأهالى وليس منازلهم فقط وتشاركهم فى حل مشاكلهم، فضلا عن تقديم الاستشارات.

وعن زيادة حالات الطلاق والخلع فى المجتمع المصرى الفترة الأخيرة، قالت "أمل " ، إن أغلب حالات الطلاق في الفترة الأخيرة، البطل الأول فيها الفيس بوك، موضحةً أن أكثر من 80% من حالات الطلاق السبب الرئيسى فيها مواقع التواصل الاجتماعى، بعد أن كانت الحماة هى المتربعة على عرش أهم أسباب الطلاق.

لم تكن تعلم أنها ستحرك المياه الراكدة داخل مدينتها الصغيرة، وتكسر حاجز العادات والتقاليد الموروثة، لتصبح أول مأذونة فى مصر والعالم العربى، بعدما اقتصرت وظيفة "المأذون" على الرجال فقط، وتكرمها الدولة بتخصيص فقرة لها داخل مادة الدراسات الاجتماعية فى المرحلة الابتدائية، معتبرةً أنه ليس تكريما لها فقط ، وإنما بمثابة تكريم لكل امرأة حاولت إثبات دورها فى المجتمع.

ads