هالة شكرالله.. تاريخ حافل بالانتصارات من أجل الحرية والديمقراطية
قررت بكامل إرادتها أن تدخل معركة من العيار الثقيل تدافع فيها عن الحريات عامةً، حرية المرأة خاصةً، وكافحت بدأب وصبر من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كانت ترى ومازالت أن الشعب يحتاج إلى التقاط الأنفاس بعد ثورة 25 يناير ومكملتها 30 يونية، تؤمن بأن الشعب الآن صار لديه دستور يتحول إلى واقع من خلال تشريعات تصب في صالح المجتمع، إنها " هالة شكرالله"، أول إمرأة وأ،لأ قبطية تشغل منصب رئيس حزب سياسى بالإنتخابات فى مصر.
هالة شكر الله، ناشطة سياسية، واستشارية تنمية، وباحثة، ومدربة، من مواليد 1954، بالقاهرة، وتنتمى والدتها إلى عائلة أسيوطية،، حصلت علي درجة الماجستير من معهد الدراسات التنموية في جامعة ساسكس في بريطانيا، كما حصلت علي شهادة الدكتوراه من نفس الجامعة في موضوع "تأثير تحرير الاقتصاد علي العاملات من النساء في مصر"، كما التحقت بجامعة لندن لدراسة دكتوراه في 1994.
تم ترشيحها للدكتوراه في 1995، وكتبت رسالتها عن الإصلاح الهيكلي وتأثيره علي تكوين الطبقة العاملة الجديدة، وتم نشر أجزاء من الدكتوراه في كتاب "نساء بسوق العمل"، من إصدارات مؤسسة المرأة الجديدة، كما كان لها رسالة دكتوراه عن تأثير الحركة الأصولية على المرأة، خاصةً المعيلة والعاملة. كما تناولت الرسالة أيضًا الإصلاح الاقتصادى وتأثيره على العمالة بصفة عامة، والمرأة العاملة والمعيلة بصفة خاصة.
كانت المرحلة قبل التعليم الجامعى في أوائل السبعينيات، بالنسبة لها محطة تأثير فيها؛ فقد عادت من كندا، حيث كان يعمل فيها والدها مندوبًا عن الجامعة العربية، فعاصرت الحركة الطلابية الناتجة عن هزيمة 1967، وما صاحب ذلك من غضب ونقد، على اعتبار أن ما حدث من هزيمة سببه غياب الديمقراطية، وبالتالى كان البحث عن الحريات الشعار الأساسي للمرحلة، وبدأ فكرها يتشكل معبرًا عن الحرية.
شغلت " هاله"، منصب المدير العام والاستشاري الرئيسي لمركز دعم التنمية للتدريب والاستشارات، وهو مركز استشاري مستقل مقره مصر، أسسته عام 1997، وواصلت العمل علي تقوية وتطوير المجتمع المدني، من خلال تطوير مناهج تدريبية تستجيب لمشكلات وقضايا حركة المجتمع، كما قامت بتدريب العديد من الكوادر القيادية.
وساهمت في تأسيس مؤسسة حلوان "بشاير"، للخدمات الاجتماعية، فى الفترة ما بين الثمانينيات والتسعينيات، كما ساعدت في تأسيس دار الخدمات النقابية والعمالية، ومؤسسة المرأة الجديدة ولازالت عضوة بها،ولها أيضًا العديد من الدراسات المنشورة، وكذلك شاركت فى تأسيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
أما عن كونها ناشطة حقوقية، فشاركت كعضوة مؤسسة في عدد من منظمات المجتمع المدني في مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولها العديد من الدراسات المنشورة في هذا المجال، ومع بدايات الألفية الثالثة ساهمت في تأسيس رابطة "مصريون ضد التمييز الديني"، وظل الهدف هو توسيع رقعة المساحة المستقلة للعمل والإبقاء على الأصوات المتعددة حية وعالية، وجمعت ما بين العمل التطوعي والعمل الوظيفي.
وشغلت أيضًا العديد من المنظمات الدولية في الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة"، وذلك في مجالات التنمية والتدريب والاستشارات، وكانت محررة بدورية "الاستعراض النسوي" في بريطانيا خلال الفترة بين عامي 1995 و2002.
كانت "هالة "، ضمن تشكيلات مجموعات نسائية ضد الفكر الأصولي الداعى إلى عودة المرأة إلى المنزل، ومن هنا تشكلت مجموعة المرأة الجديدة التي تغير اسمها فيما بعد لتصبح مؤسسة المرأة الجديدة، وكانت رسالتها في عام 1991، عن أسباب صعود الحركة الإسلامية، ووجدت أن ذلك بسبب انهيار المشروع القومى، وأن هناك غيابا لأى مشروع بديل، وأن الشعب دائمًا بحاجة لملء هذا الفراغ الوجدانى، والإحساس دائمًا بأن هناك حلول لمشاكله ورؤى لمستقبله.
تاريخها حافل بالنشاط السياسي، فكانت عضوًا مؤسسًا بحزب الدستور "أعضاء المائة"، وعضوا بالهيئة العليا له، وشغلت منصب أمين التثقيف والتدريب بالحزب، وفى يوم 21 فبراير من العام 2014، وتمكنت من حسم انتخابات رئاسة الحزب، بعد حصول قائمتها "فكرة توحدنا" على 108 صوتًا، مقابل 57 صوتًا لصالح قائمة "البقاء لمن يبنى" برئاسة الإعلامية جميلة إسماعيل، و24 صوتًا لصالح "جيل يرسم ابتسامة وطن"، بقيادة حسام عبد الغفار، لتفوز برئاسة الحزب، خلفا للدكتور محمد البراداعي، لتصبح أول امرأة وأول قبطية تتولى رئاسة حزب بالانتخابات، وكافحت من أجل الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.