الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

القدرة على التعايش مع فكرة الانفصال تتطلب توافر شروط

خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء

الإثنين 30/نوفمبر/2020 - 01:15 م


الزواج الناجح مثار اهتمام كل الناس فى مصر المحروسة ، ولتحقيقه يضع كل شخص ، رجل كان أو امرأة، شروطا وقواعد صارمة لاختيار شريك الحياة، ولكن لم يفكر أحد فى الطلاق الناجح وأهميته القصوى، حال استحالة العشرة، فى إنقاذ الأطفال والأبناء من مقصلة الطلاق المدمر لهم نفسيا،على خلفية مشاحنات وصراعات وخلافات الزوجين وإهانة بعضهما البعض وتعذيب أحد الطرفين للطرف الأخر فى المحاكم ، بشكل يدفع ثمنه الأبناء طوال حياتهم، حيث يحرمون من رؤية أحد والديهم، والذى يكون الأب فى بعض الحالات ، على الرغم من حاجة الأبتاء له فى تربيتهم ورعايتهم، "هير نيوز " فتحت هذا الموضوع الشائك مع العلماء والخبراء المختصين ، فإلى التفاصيل. 


تقول الدكتورة أمل شمس أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات للأداب والعلوم والتربية ، جامعة عين شمس، لابد وأن تتوافر فى كل شخص ، رجل أو امرأة ، القدرة الإيجابية على التعايش مع فكرة الطلاق، لأنها هى التى تضمن لهذا الشخص حدوث طلاق غير ضار به ولا بالشريك الأخر، ولا بالأولاد ، سواء فى فترة حدوث الطلاق أو فى حياتهم المستقبلية، خاصة وأن الطلاق المصحوب بالقدرة على التعايش معه لايحرم الأبناء من أبائهم وأمهاتهم ، ولايسبب جروحا غائرة لأحدهما تولد فى قلبه الرغبة فى الانتقام من الطرف الأخر، بشكل ينعكس بالسلب الشديد على نفسية الأبناء تجاه أحد الوالدين أو أحدهما ، بما يكرس فى ذهنهم صورة سوداوية عن الحياة بوجه علم ، وعن الحياة الزوجية بوجه خاصة. 

وتضيف "شمس" ، إن القدرة على التعايش مع فكرة الطلاق تتطلب توافر الإدراك المسبق لكل زوجين لماهية الزواج، فالزواج ليس غاية فى حد ذاته ، وإنما وسيلة لتحقيق السعادة وبناء أسرة، ولابد أن يدرك كل زوجين أن الأبناء امتداد طبيعى لهما ، ولو فهم وأدرك الجميع ذلك ، فإنهم سيتعاملون مع فكرة الطلاق حالة استحالة العشرة ، على أنه مجرد محطة فى رحلة الحياة لم يحدث فيها توافق ، ولم تتحقق خلالها السعادة المرجوة من الزواج، وبالتالى فإن الطلاق فى هذه الحالة يحقق مصالح الطرفين للبدء فى رحلة أخرى وخوض تجربة أخرى ، لتحقيق السعادة مع شخص أخر ، شريطة أن لايفكر أى طرف من الطرفين بدوافع انتقامية لأنها تعكس اهتماما منه بالطرف الأخر، وبشكله يشعره بالسعادة ، فى حين أن السلوك الصحيح هو نسيان تلك التجربة بكل مافيها ، لأن ذلك هو جواز السفر النفسانى للانتقال إلى محطة أخرى أكثر إيجابية فى طريق الحياة.
 
وتستطرد الدكتورة أمل شمس ، لو أن كل زوجين يدركان أن الأبناء امتداد لهما ، فإنهما سيكونا حريصين على أن يعيشوا سعداء فى حياتهم ، بما فيها الحياة الزوجية ، وبالتالى سيكونا حريصين جدا على عدم الوقوع فى الطلاق المصحوب بتشويه كل طرف لصورة الطرف الأخر، لدرجة تصل أحيانا إلى الطعن فى الشرف أو الذمة ، لأن ذلك غالبا ما يتسبب فى فى مشاكل واضطرابات نفسية للأبناء ، تجعلهم كارهين للزواج وللجنس الأخر ، ولكن للأسف الشديد هذه الثقافة تغيب عن معظم الرجال والنساء فى مصر وغيرها من الدول العربية ، ولذا نجد حالات طلاق كثيرة مصحوبة بمشاكل وخناقات ودوافع انتقامية كثيرة. 

وتضع"شمس" روشتة من 4 خطوات لتحاشى الطلاق ولضمان حدوث طلاق ناجح ، حال استحالة العشرة، أولها، ضرورة أن نعدل من أنفسنا لتحاشى فكرة الطلاق ، وذلك بالتعامل بجدية مع أوصاف الطرف الأخر لنا، كالوصف بالبخل مثلا، وثانيها، التصرف السوى والإيجابى مع فكرة الطلاق عندما تصبح أمرا حتميا، وهو يصبح كذلك عندما لايحقق السعادة فى الحياة للشخص، وبحيث ينجم عن هذا التصرف طلاقا سلسا ، ليس فيه قضايا ولا محاكم ولا خناقات ولا سباب وشتائم ولا اتهامات كيدية تطعن فى الشرف والذمة، لأن مثل هذه الأمور تضيع على الإنسان فرصا أخرى لتحقيق السعادة لنفسه التى حرم منها خلال تجربته الأولى، وثالثها ، أن يتعامل الشخص حال وقوع الطلاق بمنطق "نقطة ومن أول السطر" ، بحيث ينسى تماما تلك التجربة وذلك الشخص معا ، ليبدأ حياة أخرى تحفظ للأبناء وقارهم فى عيون الأخرين، خاصة وأنهم امتداد لأبائهم، ورابعها، التعامل مع الموقف بمنطق نفعى وبرجماتى وبمنظور ما يحقق مصالح الأبناء ، فهذا المنطق يجعل الطرفين حريصين على عدم إهانة الطرف الأخر أمام أولادهما ، ويوفر للطرفين نعمة عدددم الحرمان من أحد الوالدين .

وتقول الدكتورة هايدى القاصد ،استشارى العلاقات الأسرية والزوجية ، لابد أن يتسم الطلاق بالأسلوب الحضارى لكى يطلق عليه طلاقاً ناجحاً، فالطلاق الناجح هو الذى يضع نهاية صحيحة لزواج فاشل ويشكل طريقة مثلى لوضع حد لحياة تعيسة،ولكى يكون كذلك فلابد أن يكون طلاقحضارى وليس طلاق "حوارى"،بحيث أن يكون قائماً عَلى الاحترام بين الطرفين، ويراعى مصالح الأطفال والأبناء قبل وأثناء وبعد الانفصال . 

وتضيف"القاصد" إن الطلاق الحضارى الناجح هوالذي يبني علاقة جديدة سويةبين الزوجين ومابين الزوجين وأولادهما،ويكون مبنيا فى الأساس على تقديرالمشاعرالإنسانية واحترام الذات والبعد كل البعدعن إيذائها بأي صورة، والنأى عن استخدام الأطفال أداة لتحقيق الانتصارات والمكاسب على حساب الأخلاق والمشاعر،ولقدعنى القرءان الكريم بأمرالطلاق فاختص سورة كاملة له لأهميته الشديدة وخطورته التي تفتك بالنفس البشرية والمجتمع،  فنجد القرءان الكريم يعرض أهم وأخطر قضايا العلاقات الاجتماعية مستخدماً الألفاظ الدقيقة الرقيقة الواضحة ليصل المعنى إلى الأذهان ويرتكز في القلوب ويسهل معه التنفيذ،حيث قال تعالى ” فأمسكوهن بمعروف أوفارقوهن نبمعروف ” “فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان ” فلفظ بمعروف –إحسان يضعان أهم أساس لابد من الالتزام به سواء استمرت العلاقة بين الزوجين أوانقطعت،وهوالمعاملةبالحسنى،والإحسان هوالعلاقة القائمةعلى التعفف والتعالي عن كل إساءة وظلم. 

وتلخص "القاصد" أسس الطلاق الناجح فى أربعة أسس،أولها:الاحترام،وثانيها: وضع القواعد الخاصة بالأولاد بعد الانفصال لتهيئتهم كي يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي وإيجابي، وثالثها:القدرةعلى الاحتفاظ بعلاقات الصداقة بين الزوجين، ورابعها: القدرةعلى الاحتفاظ بثقة الأبناء وتوفيرالاستقرارالنفسي والمعنوي لهم.

وتتفق الدكتورة إيمان عبد الله خبيرة الصجة النفسية واسنشارى العلاقات الأسرية والزوجية مع الدكتورة هايدى القاصد فى أسس الطلاق الناجح، وتؤكد أن الطلاق الناجح يحتاج من الوالدين المنفصلين تعريف الأبناء به ، بشكل يناسب أعمارهم ، خاصة وأن الأسرة بالنسبة لهم هى العالم بأكمله، ويمكن بذلك أن يتفهم الأبناء أن استمرار الحياة الزوجية بين الأبناء مستحيل ، ولكن استمرار أبوتهم وأمومتهم لهم مستمرة وليبست مستحيلة.
وتوضح إيمان عبدالله أن الطلاق الناجح يحتاج تحطيط وحهد من الطرفين مبنى على مصلحة الأبناء وذلك لإيجاد علاقة طيبة بين الطرفين فى مرحلة مابعد الانفصال، حتى لاتتغير أو تتشوه فكرة الابن عن أبيه أو فكرة الابنة عن أبيها، وحتى لا يكون الطلاق حاجزا في تكوين أحاسيس الحب في قلوب الأبناء لوالديهم .

وتضيف "عبدالله" إن الطلاق الناجح يتطلب تحقيق مصلحة الأطفال في وجود ورؤية الأم والأب معا بدون مشاكل وبدون صراعات ، تجعل الأبناء يشعرون أن طلاق الأم لا يعنى انسانيا بتر العلاقة أو تدميرا لنفسيتهم على صخرة الشقاق الشديد بين الوالدين، فالطلاق الناجح يعنى إدراك الطرفين أن هناك حياة أخرى هى حياة الأبوة والأمومة وهى حياة حنان وعطاء وتضحية لأجل الأبناء ، لابد من الحفاظ عليها لتحقيق السعادة لهم فى فترة ما بعد الانفصال. 

وتشير"عبدالله"إلى أن كل زوجين يتعثران ويضطران للطلاق يجب عليهما أن يبتعدا تماما عن أى دواقع انتقامية وأن لا يجعلا الانتقام منهج حياة لهم بعد قبل وبعد وأثناء الطلاق، زتثول، إن الطلاق بدون مشاحنات وخناقات وفضائح بين الزوجين يعد طلاقا ناجحا لأنه لايقتل نفسية الأطفال ولايعوق حياتهم ، وتشدد على ضرورة على أن يتعايشا الطرفان بعد انتهاء سقف الزوجية تحت سقف الأبوة حرضا على مصالح الأبناء الذين يرتبطون بهم نفسيا وحياتيا وإنسانيا. 

وتنصح "عبدالله" كل زوجين يتعرضان لمشاكل تكون نهايتها الطلاق بأن يتلفظا بألفاظ حسنة عن الطرف الأخر أمام الأبناء، وأن يمدحا بعضهم البعض أمامهم، لأن الأبناء سيكونون فى حاجة لهم طول الحياة بعد وقوع الطلاق بينهما، وتؤكد أن الحديث الحسن أمام الأبناء يشجعهم على الارتباط عاطفيا فى مختلف المواقف مع الوالدين،دون أن يشعرا أنهما منقصلان .








خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء

خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء

خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء

خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء
خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء
خبراء : الطلاق الناجح يريح أعصاب السيدات ويحفظ كرامة الأبناء